نينوى-UTV

كأن الحرب انتهت للتو في مناطق الميدان والشهوان والقليعات، أو ما تعرف بالواجهة النهرية للموصل القديمة، حيث خاضت القوات الأمنية آخر معاركها ضد داعش الإرهابي.

صبت على المنطقة صواريخ وقنابل وألغام حولتها إلى ركام، ومن تحت أنقاضه ضحايا الحرب الذين احتجزهم داعش دروعا بشرية، وقد انتهت وانطوت تلك الحقبة وظلت آثارها، لتأتي الحكومة المحلية بعد أن وضعت الحرب أوزارها لتجرف المنطقة، وأصدرت قرارا بمنع البناء أو الإعمار.

ويقول أحمد رشيد، مواطن، لـUTV إن “كل من يأتي ليبني هنا يتم منعه بداعي وجود أمر بمنع البناء في هذه المناطق”.

وكأن قلب الموصل خارج حدودها الإدارية، فواجهتها النهرية لم تبصر نور الإعمار، ولم تصل التعويضات إلى أصحاب الدور ومن نجا من سكانها النازحين حتى الآن.

ويقول محمد غصوب، ناشط مدني، لـUTV إن “الغريب في الأمر أن الحكومة صامتة ولم تعوض أصحاب الدور ولا تسمح لهم بإعادة بناء الدور المهدمة. هناك صراع استثماري من قبل بعض الجهات السياسية التي تريد أن تهيمن على هذه المنطقة”.

نحو ألف دار وجوامع وكنائس أثرية ضاربة في عمق التاريخ يجثم على صدرها الركام والحجارة وتقبع تحتها الجثث والمتفجرات. صمت وإهمال، يصفه الأهالي بالتجاهل المتعمد حتى نفاد صبر أصحاب الدور وإجبارهم على بيعها بثمن بخس، ومن ثم إحالتها إلى الاستثمار.

ويقول أحمد الزيدي، إعلامي، لـUTV إن “المساومات مستمرة على أهالي مناطق القليعات وبصورة عامة أهالي المنطقة القديمة. صدعوا رؤوسنا بالواجهة النهرية وحتى هذه اللحظة لا توجد هناك أي مبادرات لتعويض هؤلاء المساكين، والخاسر الأول والأخير هو صاحب الدار”.

محاولات عديدة لانتزاع ملكية الأرض من أصحابها باءت بالفشل، لتعقبها وعود بالإعمار وإعادتها وفق الطراز القديم، لكنها لا تتجاوز كونها مجرد وعود.

المراسل: محمد سالم

الكلمات الدلالية