قالت صحيفة ذا غارديان، إن الحكومة الإيرانية، تعمل على استخدام تقنية التعرف على الوجوه، في وسائل النقل العامة، لتحديد هويات النساء اللواتي يرفضن الالتزام بقانون صارم، يُلزمهن بارتداء الحجاب.
وقال سكرتير مقر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، في إيران، محمد صالح هاشمي كلبايكاني، إن الحكومة تخطط لاستخدام تكنولوجيا الرقابة ضد النساء، لتطبيق قانون جديد أقره رئيس البلاد، إبراهيم رئيسي، يُحدد شروطاً لملابس النساء.
وجاء توقيع القانون في 15 أغسطس، أي بعد شهر من الاحتفال بيوم “الحجاب والعفة”، في 12 يوليو، ما أطلق موجة من الاحتجاجات النسائية العارمة، حيث نشرت ناشطات صورهن دون حجاب في أماكن عامة، عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما ردت السلطات عليهن بحملة اعتقالات موسعة، واحتجاز عدد منهن وإجبارهن على تقديم اعترافات قسرية، عبر التلفزيون، بحسب الصحيفة البريطانية.
وكانت السلطات الإيرانية، قد أوقفت أكثر من 300 شخص من الناشطين ضد إلزامية الحجاب، وفق ما نقلت وكالة “فارس”، عن مسؤول في هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
يأتي ذلك في فترة تشهد تجدد النقاش العام، بشأن إلزامية وضع الحجاب، في ظل تقارير تؤشر الى أن الضوابط بشأنه، تصبح أكثر صرامة من ذي قبل.
وقد اتسعت الهوامش بشأن هذه القواعد، بشكل تدريجي خلال العقدين الماضيين، وتعمَد العديد من النساء، إلى وضع غطاء الرأس بشكل متراخٍ، يكشف جزءاً من الشعر، خصوصاً في طهران ومدن كبرى.
وزعم كلبايكاني أن “التكنولوجيا تسمح الآن بمطابقة الصور مع صورة البطاقة الوطنية، والتعرف على من لا يلتزمن بالحجاب”، مضيفاً أنه سيتم إرسال “غرامة فورية” إليهن بالبريد.
وكان كلبايكاني، قد أعلن في وقت سابق، أن “عدد ذوات الحجاب السيِّئ في البلاد قد تجاوز 50%”.
ومنذ عام 2015، تعمل الحكومة الإيرانية تدريجياً على بطاقات الهوية البيومترية، والتي تشمل شريحةً تُخزن البيانات، مثل مسح قزحية العين، وبصمات الأصابع وصور الوجه، بينما يشعر الباحثون بالقلق من أن هذه المعلومات ستُستخدم الآن مع تقنية التعرف على الوجه، لتحديد الأشخاص الذين ينتهكون قواعد اللباس المفروضة، سواء في الشوارع أو حتى في الفضاء الإلكتروني.
من جانبها، قالت الأستاذة الفخرية في مركز الدراسات الإيرانية، في جامعة سواس في لندن، أنابيل سريبيرني:”أعتقد أن هذا جزء لا يتجزأ من حكومة فاشلة، تتجاهل التعامل مع هذه القضايا الضخمة، المتعلقة بالبنية التحتية والاقتصادية والبيئية، وتركز على النساء باعتبار أنهن هدف سهل”.