في كواليس الليلة الأخطر، تدخل المرجعية على خط التهدئة بين التيار الصدري والإطار التنسيقي، إذ تشير آخر التسريبات إلى لحظة تحول مسار ما جرى من صدام مسلح في بغداد إلى اتفاق ينسحب بموجبه أنصار مقتدى الصدر زعيم التيار، فماذا جرى في الكواليس؟
تنقل وكالة “رويترز” عن 20 مسؤولا من الحكومة العراقية والتيار والفصائل تفاصيل جديدة، ويفيد تقريرها بأن مكتب المرجع الأعلى في النجف علي السيستاني أوضح للصدر ليلة الاضطرابات أنه ما لم يتوقف العنف فإن المرجع سيندد به، ما تسبب في نزع فتيل الكارثة.
وجاءت الرواية مغايرة لما نقلته صحيفة “عكاظ” السعودية عن قيادي في التيار الصدري، قال إن المرجعية العليا في النجف أوفدت شخصية دينية بارزة إلى “الحنانة” للقاء الصدر.
ويقول القيادي الصدري للصحيفة إن اتفاقا جرى بين الصدر ومحمد رضا السيستاني على أن تصدر المحكمة الاتحادية في الوقت الذي تراه مناسبا، قرارا بحل البرلمان، تتبعه بعد عدة أيام استقالة إحدى الرئاسات الأربع، مقابل مطالبة الصدر أتباعه بالانسحاب من الاعتصام والمنطقة الخضراء وإنهاء النزاع المسلح.
وفي لحظة نادرة التزامن، تطرح المحكمة الاتحادية تعريفا لمبدأ العدول عن الأحكام، إذ تقول إن الفقه والقضاء استقرا على أن يكون ذلك استجابة للظروف التي تفرض وزن الأمور بمعايير المتغيرات واتخاذ رؤية جديدة لتحقيق المصلحة العليا للبلد، عدولا عن الأحكام ينعكس أثره إيجابيا على الحقوق والحريات العامة وأمن البلاد.
وهنا يقول عارفون بالسياسة إن تعريف الاتحادية قد يكون إشارة إلى حقوق الفائزين بالانتخابات وحرية التظاهر ومنعا لأي صدام مسلح، وربما يكون تمهيدا لقرار حل البرلمان وإعادة الانتخابات.