في شكل من أشكال الصراع السياسي، يلجأ الخصوم إلى الحرب الإعلامية لضرب بعضهم، عبر عقول تديرها وجيوش إلكترونية تخوض معاركها بنشر وبث دعايات وشائعات ومعلومات مضللة من شأنها إلحاق الضرر بالطرف المستهدف، وقد اشتدت هذه الحرب في الأزمة الأخيرة مع ازدياد حدة الخطابات السياسية.
ويقول غالب الدعمي، محلل سياسي، لـUTV إن “بث الشائعات والأكاذيب يضر بالجهة التي وراءها، فعندما تقوم جهة سياسية ببث أكاذيب سيعرف الجمهور ذلك لاحقا، وبالتالي سيتكون لديه تصور أن هذه الجهة كاذبة”.
وتضج مواقع التواصل الاجتماعية في العراق هذه الأيام بتسريبات صوتية، أحرجت كتلا سياسية كبيرة، إلى جانب بيانات مفبركة، وتغريدات مزورة، وقرصنة مواقع رسمية وخاصة، وهذه كلها تقابلها منصات تسعى إلى كشف الحقائق عبر فرق تعمل للوصول إلى المصادر لتأكيد المعلومات أو نفيها.
ويقول سيف رعد، خبير أمني، لـUTV إن “على الأجهزة الأمنية التدخل للحفاظ على الأمن السيبراني الخاص بمؤسسات الدولة، أما ما يحدث بين الأحزاب فهو جزء من حرب الشائعات”.
ويقول متخصصون في الصحافة الإلكترونية وشبكات التواصل إن المال السياسي يستخدم في شراء صفحات وحسابات متابعاتها كثيرة، ويوظف كتابا وناشرين مهمتهم استهداف شخصيات وكيانات خدمة لمصالح أخرى بصرف النظر عن التبعات.
ويشير هادي العصامي، متخصص في الصحافة الإلكترونية، إلى أن “المنشورات المزيفة قد تحول الصراع من سياسي إلى أمني، وفي هذه المرحلة ستكون خطيرة للغاية”.
وفي أول 48 ساعة فقط من لحظة دخول المعتصمين مقر البرلمان، رصدت منصات لمكافحة الأخبار الكاذبة عشرات المعلومات المضللة التي تتعلق معظمها بتطورات الأزمة الحالية ونسبت زورا لسياسيين وموظفين كبار وإعلاميين، والأعداد في تزايد.