إلى أبعد من الحوارات، يرفع مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، على لسان وزيره، سقف المطالب وينسف الطاولات، داعيا إلى إبعاد جميع الشخصيات المشاركة في العملية السياسية منذ 2003 عن المشهد، في موقف جديد من زعيم التيار، صرح أنه أهم حتى من حل البرلمان والانتخابات المبكرة.
ويترك الصدر باب المشهد مشرعا للتأويلات، بجملة مفتوحة على احتمالين، الأول أن ينسحب تاركا مصير الاحتجاج بيد الشارع، أو لا يتدخل في العملية السياسية مطلقا.
وجاء هذا الموقف بعد اجتماع الرئاسات الثلاث والقضاء والأمم المتحدة وشخصيات دولية، وتكرار إطلاق دعوات الحوار والانتخابات المشروطة.
وكأن لا مهرب للعملية السياسية من عادة التفاهمات والنقاشات في كل مرة تتضخم فيها الأزمة، فيما يرى خبراء أن طاولات الحوار وضعت من أجل الحوار لا الحل، لعدم امتلاكها أي أجندة حقيقية.
وهكذا يستمر ترنح العملية السياسية بين إرادتين، التوافقية القديمة أو استبدال المشهد برمته، وطي صفحة 20 عاما من التلكؤ والإخفاق في إدارة بلاد، تواصل الغرق بكبرى المشاكل والأزمات.