رفع واشنطن يدها عن العراق، منذ تسلم جو بايدن مفاتيح البيت الأبيض، أمر لاحظته الأوساط السياسية في الداخل والخارج، لكن ديفيد شينكر، الدبلوماسي الأميركي السابق، يتحدث عنه هذه المرة بوضوح أكبر، في مقال نشره معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى وصحف عالمية ومحلية.
ويرى شينكر أن انخفاض عدد الهجمات ضد المنشآت الأميركية في الأراضي العراقية، الذي يتباهى به بايدن، ليس مقياسا كافيا لأمان مصالح الولايات المتحدة، لأن العراق اليوم أقل استقرارا مما كان عليه مطلع العام الماضي، وهو ما يشكل خطرا على تلك المصالح.
ويحمل الدبلوماسي السابق، إدارة بايدن، مسؤولية السماح بتأزم الأوضاع السياسية في العراق بعد اقتراع تشرين الأول العام الماضي، فهي على حد قوله، لم تبذل جهودا متضافرة لتقويض نفوذ طهران المتهمة بقلب النتائج الانتخابية عبر أذرعها العراقية.
ويضيف أن واشنطن لم تدعم سفيرتها الجديدة لدى بغداد ألينا رومانوسكي بشكل كاف في مساعيها لمواجهة النفوذ الإيراني، موضحا أن هذا التخلي مقصود وليس مجرد إغفال للديمقراطية الناشئة في بغداد، التي صار عليها تدبر أمورها بنفسها.
وفي المحصلة، يشير الدبلوماسي الأميركي إلى أن إيران حولت الهزيمة في الانتخابات العراقية إلى نصر، بسبب عدم تدخل إدارة بايدن في عملية تشكيل حكومة العراق، وأن بغداد لم تعد، ولسبب غير واضح، تشكل أولوية لواشنطن، بينما هي كذلك بالنسبة لطهران.