يوما بعد آخر تطبق كماشة العطش والجفاف على أرض العراق، لتحيل آلاف الدونمات الزراعية إلى ذكريات، يغطي وجهها التشققات والأملاح، بعد أن هجرتها المياه وباتت عقيما بورا.
في قرية الأغوات الواقعة جنوبي العراق، يستفحل الجفاف ويستبد العطش بسكانها، كما في أكثر من 70 قرية أخرى في ظل صيف حار.
وبسبب الجفاف توقفت الزراعة منذ عامين في هذه القرية، وباع بعض سكانها أغنامه لتأمين الاحتياجات المعيشية، بينما هاجر آخرون بحثا عن حياة أفضل.
ويقول يونس عجيل، مواطن، إن “الماء حياة الإنسان، إذا انقطع تتعرض الحياة للدمار، وحتى لو تم التوزيع يوميا لا يكفي، فقد مرت 4 أيام من دون أن أستحم، ولم يبق سوى 10 منازل في القرية بعدما كان فيها 50، فالبقية هاجروا بحثا عن حياة أفضل”.
وينتظر السكان في قرية الأغوات بشغف مرور صهاريج المياه التابعة للمحافظة لتزودهم، مرة أو مرتين كل أسبوع، عله يعوض قليلا من احتياجاتهم، بينما يهرول الأطفال ويرقصون حولها احتفالا وابتهاجا.
وتسبب الانخفاض الكبير في نهر الفرات بجفاف بعض روافده وحرمان ثلث الديوانية من المياه المخصصة للاستخدامات اليومية، فيما توقفت 20 محطة تصفية عن العمل، كما أفاد مسؤولون محليون لـ”فرانس برس”.
ويقول زهير الشعلان، محافظ الديوانية، إن “ثلث مساحة المحافظة تقريبا تعاني من مشكلة عدم وصول المياه، وهناك أكثر من 75 قرية تعاني من شح المياه ونوفرها لها عبر الصهاريج”.
وحتى آذار الماضي هذا العام، نزحت أكثر من 3300 عائلة بسبب عوامل مناخية في 10 محافظات وسط وجنوبي العراق، لتصبح الهجرة المناخية أمرا واقعا في البلاد بحسب تقرير لمنظمة الهجرة الدولية.