لم تكن واضحة نتائج الخطوة الصدرية التصعيدية بالاعتصام أمام مجلس القضاء الأعلى، ففي وقت بدت فيه لخصومهم خطوة خاطئة تراجع عنها مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري بعد رد القضاء غير المتوقع، يؤكد الصدريون أن حركتهم كانت محسوبة، وأن رسالتهم وصلت وخيامهم عند باب المجلس ما تزال قائمة.
وبين الرؤيتين تعالت الأصوات المؤيدة للخطوة والرافضة لها وكذلك المحذرة من عواقبها، الأمر الذي استدعى تغريدة توضيحية من وزير الصدر لتبيان دوافع الاعتصام وأسباب رفض الخصوم له فضلا عن نتائجه.
ولعل أبرز ما ذكرته التغريدة أن الإطار يعد القضاء الحامي الوحيد له، وأن المطالبة بتنحي رئيس مجلس القضاء فائق زيدان أكثر ما أزعجه، متهما الأخير بكونه “الداعم الأكبر للإطار”، فيما أورد مجموعة من النتائج أبرزها إيصال رسالة بقدرة التيار على إجراء خطوة مفاجئة لا تخطر على بال خصومه.
وسواء كان الأمر كما أورده وزير الصدر أم أنه كما يرى خصومه الإطاريون، فإن ما قبل طرق باب القضاء ليس كما بعده، وما تبقى أمام الأزمة من مسارات لم تعد كثيرة.
ولم يبد التغيير داخل النظام السياسي مرتبطا بالتوجه نحو القضاء، على الأقل خارج مجرى التيار، وهذا ربما دفع نحو التراجع عن التصعيد بعد مطالبات بعيدة عن الإطار بالتهدئة، وخاصة تلك الدعوات المتوافقة مع رؤية التيار في وجوب تغيير الدستور وإجراء الانتخابات المبكرة.
وحتى إن اتسمت مسألة التصعيد والتراجع عنه بالضبابية، فإن الرؤية بالنسبة إلى المعتصمين الصدريين ليست ذات أهمية طالما كانت واضحة لقيادتهم، وطالما أتاهم التأكيد بالقول “ولدينا مزيد”.