قامت السلطات الصينية بمعاقبة 27 شخصاً، بعد أن تسببت الرسوم التوضيحية الموجودة في كتب مدرسية في مادة الرياضيات، والتي يتم تدريسها منذ عقد، في إثارة جدل غريب.
وكشف تحقيق رسمي أجرته مجموعة تابعة لوزارة التعليم، أن الكتب “ليست جميلة”، وأن بعض الرسوم التوضيحية كانت “قبيحة تماماً”، وأنها “لم تعكس بشكل صحيح الصورة المشرقة لأطفال الصين”.
وجاءت الرسوم، في كتب الرياضيات التي نشرتها دار نشر التعليم الشعبية، عام 2013، واستخدمت في المدارس الابتدائية.
لكن الكتب أثارت الجدل، بعد نشر مدرسٍ صورَ بعض الرسومات التوضيحية، الموجودة بداخلها لأول مرة على الإنترنت، حيث حصدت عشرات الملايين من المشاهدات على منصة “ويبو” الصينية الشهيرة.
وقد احتوت الكتب على صور توضيحية لأطفال بوجوه مشوهة، وبعضهم بأعضاء ذكرية منتفخة في ملابسهم المدرسية، وصور أولاد يمسكون بتنورات فتيات، وطفل واحد على الأقل يحمل وشماً واضحاً على ساقه.
وقد أبدى عدد لا بأس به من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، رضاهم إلى حد كبير عن الرسوم التوضيحية، لكن العديد منهم انتقدوها أيضاً، لأنها تجلب “سمعة سيئة” و”إبادة ثقافية” للصين، ووصل حد الاتهامات إلى أنها عملٌ متعمد للمتسللين الغربيين في قطاع التعليم.
وأدت هذه القضية، إلى إحراج الحزب الشيوعي وسلطات التعليم، التي أعلنت عن مراجعة جميع الكتب المدرسية، “للتأكد من أن الكتب المدرسية تلتزم بالاتجاه السياسي الصحيح والتوجه القويم”.
وقالت دار النشر، في مايو الماضي، إنها ستعيد تصميم الرسوم التوضيحية، حيث تدخلت وزارة التعليم الصينية، وأمرت الناشر بـ “تصحيح وإصلاح” منشوراته، والتأكد من أن النسخة الجديدة ستكون متاحة لفصل الخريف.
وفي بيان صدر الاثنين، قالت سلطات التعليم، إن 27 شخصاً قد “أهملوا واجباتهم ومسؤولياتهم” وتمت معاقبتهم.