غيب الموت المايسترو والملحن والموزع الموسيقي اللبناني، إحسان المنذر، اليوم الأربعاء، بعد صراع طويل مع مرض السرطان عن عمر ناهز 75 عاما.
وذكرت وسائل إعلام لبنانية رسمية أن المنذر تعرض لانتكاسة صحية خلال الأيام القليلة الماضية نقل على إثرها لأحد المستشفيات لتلقي العلاج إلى أن أعلن الأطباء وفاته مع الساعات الأولى من اليوم.
ونعاه عدد من نجوم الغناء عبر وسائل التواصل الاجتماعي منهم نانسي عجرم التي كتبت على تويتر “رحل الكبير إحسان المنذر ليخسر الفن اللبناني برحيله أحد أبرز مبدعيه”.
وكتب الناقد جمال فياض “رحل صديق العمر ورفيق الأيام الحلوة، الفنان الطيب الموهوب المسالم الذي كان شريك نجاح لكبار نجحوا واستمروا.. رحل إحسان المنذر. صوت الموسيقى اليوم مكسور وحزين”.
عاصر المنذر أجيالا من الفنانين وقدم أجمل الألحان لفنانين كبار أمثال صباح وماجدة الرومي وراغب علامة وسمية بعلبكي.
ولد عام 1947 وظهر شغفه بالموسيقى في سن السابعة وتنقل بين آلات عدة قبل أن يستقر على البيانو حيث درس في إيطاليا ومارس العزف والغناء بعدة لغات في الفنادق.
لدى عودته إلى بيروت عام 1979 بدأ يعزف ويغني في فندق كومودور حيث رآه المخرج سيمون أسمر والموسيقي روميو لحود اللذان كانا يعدان لبرنامج مواهب (ستديو الفن 1980) فاتفق معه الأسمر على قيادة أوركسترا البرنامج.
وفي عام 1985 ترأس الدائرة الموسيقية في الإذاعة اللبنانية. ومنذ الثمانينات بدأ الجمهور الواسع يعرفه ملحنا وقائد أوركسترا.
قدم أول لحنين لماجدة الرومي (نبع المحبة) و(ما حدا بيعبي) من كلمات مارون كرم كما وزع موسيقيا لها أغنيتي (خدني حبيبي) و(عم يسألوني عليك الناس) من ألحان نور الملاح.
مع بدايات راغب علامة، بعد نجاحه في ستوديو الفن، تولى تلحين بعض أغانيه منها (الكتب العتيقة) و(بكرا بيبرم دولابك) و(عن جد بقلك عن جد) و(لو شباكك ع شباكي) و(برافو عليكي).
وكان له نصيب في صنع أعمال للأطفال فلحّن لماجدة الرومي عدة أغنيات للصغار منها (طيري يا عصفورة) من شعر جوزف أبي ضاهر التي انتقل لحنها إلى إيطاليا وذاعت بالإيطالية وفازت بالجائزة الأولى في مسابقة بولونيا عام 1989.
ومن أشهر ألحانه (كلمات) لماجدة الرومي و(قف يا زمان) لجوليا بطرس كما لحن أيضا لسميرة سعيد ووليد توفيق ونجوى كرم وبسكال مشعلاني وعلاء زلزلي وميشلين خليفة.
وضع الموسيقى التصويرية لفيلمي (الانفجار) و(المخطوف) كما وزع موسيقى مسرحية (إيليا النبي) ومسلسلات تلفزيونية.
وفي عام 1992 أنشأ استوديو خاص جهزه بتقنيات تقليدية وحديثة وكان يسجل فيه أعماله وأعمال سواه التي كان منها الجزء اللبناني من أوبريت (الحلم العربي).