يجرف التيار المشهد إلى حافة التغيير أو إلى ما يراه الآخرون أحرج زاوية منذ تشكيل العملية السياسية عام 2005.
وتصب بيانات الحنانة الرسمية في إدامة زخم الاعتصام ولا تشير أو تقبل الإشارة إلى أي حوار مع قوى الإطار، ورغم ورود أنباء عن محاولة بعض القوى التواصل لإيجاد مخرج يحتوي غليان الشارع الصدري، فإن باب الصدر موصد لا يوارب.
في المشهد الإطاري المقابل، تنقلب التعويذة على ساحرها وتضحي الخضراء يابسة أمام مساعي تشكيل حكومة توافقية ربما لن تجد مجلسا للتصويت عليها، بل وربما لن تجد النظام السياسي الذي اعتادت المناورة فيه أمام لاعب يجيد التأثير في الشارع وتحريكه وفقا لقواعد السلطة لا السياسة.
وفيما يدعو المجتمع الدولي الأوساط السياسية العراقية إلى ضبط النفس والابتعاد عن العنف وحل القضايا بالحوار، تورد مصادر سياسية أن الفاعل الإيراني دخل على خط المواجهة وتحول إلى ضابط إيقاع بين بغداد وكربلاء لمنع انزلاق الأوضاع. هذا ما يجري خلف الكواليس، أما أمامها فتتهم وسائل إعلام مقربة من المرشد الإيراني الصدر باللجوء إلى العنف وانتهاك القانون والنظام وتهديد وترهيب المنافسين، وخلق الفوضى والفتنة في العراق، في بدعة خطيرة قد يكون لها عواقب وخيمة للغاية.
ذاك حديث الخارج، أما الداخل فهناك من يطرح خيار مرحلة انتقالية تنتهي بانتخابات جديدة، وتشكيل معادلة حكم صالحة ووسطية تحظى بموافقة القوى المشاركة وغير المشاركة في الحكم، أو طي صفحة النظام السياسي الذي تسبب بكل هذه الويلات، وصياغة عقد وطني جديد، وهذا ما يلمح إليه الصدريون وحلفاؤهم.