أينما وليت وجهك في العراق فهناك جفاف ومزارعون يكافحون لإنعاش أراضيهم.
كانت بحيرة دوكان الواقعة في السليمانية تعد أكبر مسطح مائي فيها، ولم يتبق منها سوى 41 بالمئة، بعد انحسار مياهها بضعة كيلومترات بفعل الجفاف والسدود التي بنتها إيران، وهي سدود قطعت فضربت شريان حياة اقتصادي يعتاش عليه 3 ملايين شخص في السليمانية وكركوك.
وتقول إيران إن أنهارها لا تمثل سوى 6 بالمئة من روافد العراق المائية، لكن سدودها تسببت بانخفاض 80 بالمئة من منسوب نهر الزاب الصغير المغذي لهذه البحيرة وثالث روافد دجلة.
ومنذ سنوات، يتراجع منسوب غالبية مجاري المياه في العراق أحد البلدان الخمسة الأكثر عرضة لتأثيرات التغير المناخي والتصحر في العالم، حيث انخفض مخزونه المائي بنسبة 60 بالمئة، ومع شح الأمطار خلال 3 سنوات عجاف أرغم العراق على خفض مساحة أراضيه المزروعة.
ويقول مزارع منكوب بالجفاف “في عام 2019 كانت المياه تصل إلى حيث أقف الآن، لكنها اليوم تراجعت مسافة 3 كيلومترات”.
ويقول مزارع آخر لا يختلف حاله عن حال كثير من أقرانه “لولا هطول بعض الأمطار في نهاية الربيع هذا العام، لما تمكنا من جني أي محاصيل زراعية في كردستان”.
شيئا فشيئا يكتسح الجفاف هذه الأراضي ويلبسها لباس الخوف والقحط، وما يعمق الكارثة، فقدان الآبار نحو 70 بالمئة من مياهها، ما أجبر المزارعين على الضرب في أعماق الأرض لإنعاش آبارهم في بلاد ما بين النهرين المحتضرين.