توجهت أصابع الاتهام نحو “جهات سياسية تحاول خلط الأوراق” في النجف، بعدما شهد مركز المدينة اضطرابات سارعت السلطات المحلية إلى نفي وجودها أو التقليل من شأنها.
وتحتل النجف مكانة عالمية فكريا وسياسيا، وفيها مرجعية دينية تحظى عبر التاريخ بتبجيل وأتباع في مختلف الدول، فضلا عن العراق، حيث لها كلمة الفصل، وخصوصا في الأوقات الحرجة والأزمات.
ومع أن النجف مصدر للقرار في العراق، فإنها باتت معرضة لما توصف بالأكاذيب والشائعات، منها ما ضجت به الليلة الماضية بعض المواقع بشأن وجود اضطراب أمني وتظاهرات مشبوهة في محيط المدينة القديمة، حيث منزل المرجع الديني علي السيستاني.
وقال عبد اللطيف العميدي، عالم دين، لـUTV إن “مدينة النجف ضاربة في القدم ولها خصوصية كبرى تختلف عن باقي المدن باعتبارها مركزا للإشعاع الحوزوي والثقافي وباتت قبلة في ظرف من الظروف ليأتيها بابا الفاتيكان ويلتقي برمزها السيستاني. هذه المدينة يراد لها أعداء ويراد أن تخوض الفتن والصراعات”.
ولطالما كانت النجف ساحة للثوار والمطالبين بالحقوق من ثورة العشرين إلى تشرين، وهي تحظى بتقدير حكومتها التي أخبرت UTV بأن جميع المطالب الحقة محترمة، مؤكدة في الوقت نفسه أن المدينة آمنة ولا يسمح بمس استقرارها.
وقال ماجد الوائلي، محافظ النجف، لـUTV إن “كل مطالب شبابنا في النجف باستحصال حقوقهم محترمة، بشرط أن تكون ملتزمة بالحفاظ على أمن النجف وعدم زعزعته أو إحداث فوضى”.
وليست هذه المرة الأولى التي تشهد فيها النجف اضطرابات تنسب غالبا إلى “جهات مشبوهة” بهدف “إثارة بلبلة” عبر نشر أخبار كاذبة عن حدوث فوضى، فيما تواصل المرجعية غلق أبوابها أمام الصراع السياسي القائم.