زوارق أوقفها العطش وأرض تفطر قلبها من الجفاف، وأسماك تنفق من نفاد الأوكسجين، وجاموس نادر يموت قريبا من بقايا الماء، هكذا هو مشهد الحياة وأنشطتها في الأهوار بعد أن عز عليها سر الحياة.
قبل أربعة أعوام كانت قرية حسچة في الجبايش قاب قوسين أو أدنى من الغرق، لارتفاع معدلات الأمطار والإطلاقات المائية، بينما تبدو صورتها اليوم من الأعلى ومن كل الجوانب وكأنها قرية في إحدى الصحارى بعد أن هجرتها المياه.
ومع هذه المعطيات، ترصد منظمات مجتمعية نزوح أكثر من 500 عائلة من مناطق شرقي ذي قار، كانت أزمة الجفاف وشح المياه سببا رئيسا في نزوحها.
ويقول باسم الفضلي، خبير بيئي، لـUTV إن “موجة الجفاف هذه هي الأشد التي ضربت الأهوار، ما أدى إلى نزوح سكانها نحو مناطق أخرى، وهذه خسارة كبيرة”.
ويسجل عمود الفرات في منطقة تغذيته لمناطق الأهوار الوسطى أدنى مستوى له منذ عام 2018 عند 69 سم.
وعلى شفا الجفاف التام تقف الأهوار في محنة جديدة من محنها المتكررة منذ أكثر من عقدين، فمشاهد الحياة فيها تتجه نحو النضوب، وما من بارقة تعيد لسكانها الأمل بهذا الفردوس المحتضر.