قالت صحيفة إندبندنت البريطانية في مقال نشره الكاتب إيان هاميلتون على صفحاتها، إن العالم شهد الكثير من الأعمال المقيتة التي ارتكبتها روسيا ضد الشعب الأوكراني، الأمر الذي حث البعض على البحث عن أسباب حدوثها، وكيف أن السياسيين والشخصيات البارزة يعتقدون، بشكل متزايد، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين “مجنون” أو “مريض نفسيا”.
وعلق الكاتب هاميلتون، المحاضر الأول في الإدمان والصحة النفسية بجامعة يورك، بأن هذا الوصف ليس ثقيلاً فحسب ولكنه خطير.
ورأى الكاتب أن مَكمن الخطورة عند المصابين بمرض نفسي، يقوم على الخوف مما قد يفعلونه؛ بأنه خطير وربما عنيف، أما المشكلة الثانية في وصف بوتين بأنه “مجنون”، هي أنه يزيل المسؤولية عن أفعاله، وبإعفائه من كونه مسيطراً، وبالتالي يكون مسؤولا عن الأوامر التي يصدرها.
وأضاف هاميلتون، بأنه من المفارقات أن هذا ينفي حقيقة ما يجري في أوكرانيا، وهو أن بوتين في كامل قواه العقلية، ويستخدمها – كما أشارت وسائل الإعلام الروسية – ليراقب شخصياً عمليات قواته فيها.
ويشير الكاتب أيضاً إلى منطق “أن تكون حذراً من محاولة التفاوض مع شخص مجنون”، لأنه لا يمكن التنبؤ به ولا الوثوق فيه، وهذا مرة أخرى هو المكان الذي يساء فيه الحكم على مقولة أن بوتين “مجنون” وسيكون له عواقب دائمة، ويمكن أن يمدد فترة الصراع في أوكرانيا. وتساءل: كيف يمكن أن تستمر محادثات السلام عندما يرى القادة الغربيون أن بوتين مريض عقليا؟
ونبه إلى أن من السهل جدا على السياسيين الغربيين إطلاق تصريحات غير مبررة حول الحالة الذهنية لبوتين، لكنهم يخاطرون بتأجيل إنهاء الحرب التي لا تزال تلحق أضرارا بالجنود والمدنيين في البلدين.
وختم الكاتب مقاله بأنه يجب التوقف عن التظاهر بأن بوتين مجنون، وأن توصف أفعاله على حقيقتها بأنها شريرة.