لقم مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري، غضب الشارع قبل إطلاقه بوجه الإطار التنسيقي المختلف على رئاسة الحكومة وتوزيع الوزارات، ويتوعد من خلال وزيره “إن غدا لناظره قريب”.
وإلى حين تحقق الموعود، فإن ثلاث مراحل يعتمدها من انسحب من العملية السياسية بسبب “خيانة من يحسن الظن بهم”، ومواقف المستقلين المخيبة لمشروع الأغلبية.
والمراحل الثلاث، كما يرى متخصصون بالسياسة، هي التحفيز ثم النزول إلى الشارع إيذانا بالانقضاض على أحلام تشكيل أي حكومة إطارية، وذاك ما يروج له مقربون من التيار مع إطلاق وسم “جاهزون” على منصات التواصل الاجتماعي، التي أصبحت ساحة معركة افتراضية تسقط مرشحا رئاسيا تارة، وتفتح الأبواب على جميع الاحتمالات تارة أخرى، ومنها ما قد تنهي حقبة سياسية دامت نحو عقدين.
وبعد انسحاب الصدر، يعلل وزيره الموقف بعشرين سببا، والقائمة قد تأتي بما لا يرضي الخصوم بعشرة أخرى.
ويقول الوزير إن “من يعتقد أن الانسحاب سيسلم البلاد للفاسدين والتوافقيين فهو واهم، بل هو تسليم إلى إرادة الشعب”، وذاك تلويح صريح بلحظة صدام مؤجلة، حذر منها الصدر سابقا.
ومع تكشف غرائبية انسحاب الفائز الأول بالانتخابات، يصوب وزير الصدر باتجاه قوى الإطار متسائلا “هل ستستغل الانسحاب لنهب الأموال وسرقة مصفى الدورة كما سرق مصفى بيجي من قبل؟ وما مصير الصواريخ الموجهة إلى الأنبار وأربيل؟”.
بتلك النقاط يختم التيار موقفه من العملية السياسية، ويسقي الصدر خصومه من الكأس التي وضعوها له.