فرصة أخرى تضيع على واشنطن وطهران لإحياء الاتفاق النووي، فبعد أسابيع من التفاؤل الذي بثه الجانب الأوروبي، لا تشي الأنباء الواردة من العاصمة القطرية الدوحة بأن ثمة تبدلا جوهريا في مواقف الطرفين.
وبات الاتفاق مع إيران أسوأ من أي وقت مضى وسيزداد سوءا يوما بعد آخر، كما يعلق مسؤول أميركي رفيع لـ”رويترز” على المفاوضات غير المباشرة التي استضافتها الدوحة لإحياء اتفاق 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني.
ويؤكد المسؤول الأميركي أن إيران قدمت مطالب مبهمة وطلبت أشياء لا علاقة لها بالاتفاق النووي وأعادت فتح ملفات تم حسمها، فيما يشير إلى أن المفاوضات يجب أن تتم داخل إيران حول ما إذا كانت هناك رغبة في إحياء الاتفاق النووي.
وتلقف مجلس الأمن الدولي هذه الرسائل بخيبة أمل، ففي جلسة عقدت لمناقشة نتائج المباحثات، عبّرت قوى غربية عن خشيتها من فشل الدبلوماسيين الأميركيين والإيرانيين في إحياء الاتفاق النووي، في حين انشغل مندوبو العاصمتين بتبادل الاتهامات بشأن عرقلة المفاوضات.
وقال ريتشارد إم ميلز، نائب ممثل الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة “لا يمكننا إبرام صفقة وتنفيذها إلا إذا تخلت إيران عن مطالبها الإضافية الخارجة عن نطاق خطة العمل الشاملة المشتركة”.
فيما قال ماجد تاخت رافانتشي، الممثل الدائم لإيران لدى الأمم المتحدة “يجب تنفيذ خطة العمل الشاملة المشتركة بشكل كامل وبطريقة يمكن التحقق منها. لا يوجد خيار آخر. كما أن الوقت حان لأن تتخذ الولايات المتحدة القرار السياسي بالتخلي عن السياسة المزيفة للضغط الأقصى”.
ويقول خبراء إن تيارين في الإدارتين الإيرانية والأميركية يتحكمان في الملف النووي، أحدهما موافق والآخر معارض، مؤكدين أن الأصوات المعارضة للاتفاق في واشنطن وطهران باتت أعلى من السابق.
ولن تكون أجواء التوتر هذه سهلة على العراق، وفق ما يرى سياسيون، الذين يؤكدون أن أي تراجع في المفاوضات بين الدولتين، سيضر بغداد سياسيا وأمنيا واقتصاديا، وسيضعف وساطتها الجارية حاليا بين إيران ودول المنطقة.