يصطدم من يتجول في شوارع بغداد بالفوضى البصرية والعمرانية فيها، فعاصمة البلاد تفتقد هويتها، ليتسيد مشهدها غياب التخطيط والتجاوز على التصميم الأساس للمدينة.
وصارت بغداد مدينة بلا ملامح، في ظل تسلط الإهمال على معظم مرافقها، وباتت العشوائية أبرز صفاتها، وسط نفاد فترة التصميم الأساس القديم للعاصمة منذ عام 1990، وهو تصميم أعدته شركة “بول سيرفس” البولندية عام 1966.
وتتجه أمانة بغداد حاليا نحو إقرار تصميم أساس جديد للعاصمة بالاتفاق مع إحدى الشركات الكبرى، يفترض أن يدخل حيز التنفيذ قريبا.
وتقول ورود مهدي، رئيسة قسم تصميم المدن في أمانة بغداد، لـUTV، إن “عقدا أبرم مع شركة خطيب وعَلَمي من أجل تقديم المخطط الإنمائي الشامل والمسؤول عن توسعة بغداد وإضافة المشاريع مستقبلا”.
انفتاح العاصمة باتجاه الأطراف، والبدء بإنشاء شبكة طرق حلقية تربط مركزها بأطرافها، هي الملامح الأولى لخطة توسيع بغداد، ثم البدء برسم هوية عمرانية تستهدف توحيد واجهات المباني وإلغاء المباني العشوائية والتجاوزات من المدينة.
ويقول محمد الربيعي، مدير العلاقات والإعلام في أمانة بغداد، لـUTV، إن “من الضروري العمل مع المكاتب الاستشارية ذات الاختصاص للهويات العمرانية والمخططات”.
ويشدد الربيعي على أهمية “الاعتناء بواجهات المباني، وإبعاد أسواق الجملة عن مركز المدينة، والعمل على تنفيذ الطرق الحلقية المحيطة ببغداد”.
وبانتظار أن يدخل التصميم الأساس للعاصمة حيز التنفيذ، فإن بغداد ما زالت رهينة التجاوزات والعشوائية كانعكاس لما مرت به خلال العقدين الأخيرين من عمليات عسكرية واضطرابات سياسية لا يبدو سهلا التخلص من تبعاتها في المستقبل المنظور.