يدرك النواب المستقلون خطورة استقالة الكتلة الصدرية.. وضع جديد دخله الصدر بإرادته، وجر الآخرين إليه جرا.
يرى بعض المستقلين تحت قبة البرلمان أن الكتلة الصدرية هي الكتلة الأكبر والأكثر فاعلية على المستوى الشعبي، ولذلك فإن خروجها من البرلمان يمثل اختلالا كبيرا في الموازين لا يمكن القبول به، داعين إلى إعادة الأمور إلى نصابها وعدول الصدريين عن قرارهم، أو تشكيل حكومة مستقلة لا تحسب للتيار أو الإطار.
إلا أن للأحداث المتسارعة في الوضع السياسي نظرة أخرى عند نواب مستقلين آخرين، فهي نتيجة الاستقالة الصدرية، وهي، بحسب هذا الفريق، قرار غير صائب لما له من آثار على الوضع العام، مبينين أن موقفهم من المسار السياسي في ظل معطياته الحالية هو الوقوف بالضد من أي حكومة تقصي أي طرف من الأطراف، كما لا يمكن القبول بحكومة توافقية.
وليس بعيدا عن المستقلين؛ تقف الكتل الناشئة، أو المستقلة بقرارها عن الإطار والتيار، موقفا آخر. الحزب الشيوعي العراقي، والجيل الجديد، وحركتا وعي و«نازل آخذ حقي» وقوى أخرى؛ مع تأكيدها أنها ليست جزءا من الانسداد السياسي، دعت إلى حل البرلمان نفسه بعد تعديل قانون الانتخابات وإجراء اقتراع جديد تنظمه حكومة انتقالية.
هكذا اتخذت الأطراف الواقفة بين خنادق الصراع السياسي مواقفها بالحذر والقلق المباح في المشاهد الضبابية، وخاصة تلك المصحوبة بهدوء يدرك الجميع أنه يسبق عاصفة.