توجه الناخبون الفرنسيون إلى صناديق الاقتراع اليوم الأحد، في الجولة الأولى من جولتين ستقرران ما إذا كان الرئيس إيمانويل ماكرون سيحصل على أغلبية كافية في البرلمان، أو سينتهي به الأمر دون الدعم اللازم لتنفيذ “برنامجه الإصلاحي”.
وبعد أقل من شهرين من إعادة انتخابه، يواجه ماكرون تحديا قويا من كتلة يسارية موحدة، تظهر استطلاعات الرأي أنها قد تحرمه من أغلبية مطلقة حتى لو لم تسيطر على البرلمان.
ويتوقع مطلعون من داخل الحكومة أداء ضعيفا في الجولة الأولى لائتلاف ماكرون (معا) اليوم الأحد، وامتناع أعداد قياسية من الناخبين عن التصويت. وتأمل كتلة جان-لوك ميلونشون اليسارية المتشددة في الاستفادة من الغضب من ارتفاع تكاليف المعيشة.
وقال ميشيل جيبوز (71 عاما) بعد التصويت لكتلة ميلونشون في مركز الاقتراع الواقع في مبنى البلدية بالدائرة 18 في باريس “قمت بالتصويت لصالح الأمل، ولذلك ليس لرئيسنا الحالي.
“نحن بحاجة للتخلص منهم (حزب الرئيس). هذا هو الأمل الأخير للبقاء في ديمقراطية، أو ما تبقى منها”.
وقال إيفان وارين، الذي منح صوته لماكرون في الانتخابات الرئاسية، إن من المهم أن يحصل الرئيس على الأغلبية.
وأضاف عالم الكمبيوتر البالغ من العمر 56 عاما “من المهم بالنسبة لي أن تكون لدينا حكومة قوية، مما يسمح لنا بتمثيل فرنسا بأكثر الطرق فعالية”.
وباتت قدرة ماكرون على تمرير أجندته الإصلاحية مهددة، بما يشمل إصلاحا لنظام التقاعد يقول إنه ضروري لإصلاح المالية العامة. وفي المقابل، يدفع خصومه اليساريون لخفض سن التقاعد وإطلاق حملة إنفاق كبيرة.
وقال مصدر حكومي “نتوقع جولة أولى صعبة.. لكننا نعتمد على الجولة الثانية لإظهار أن برنامج ميلونشون خيالي”.
وبلغ إقبال الناخبين في البر الرئيسي لفرنسا (باستثناء أقاليم ما وراء البحار) 18.4 بالمئة في الساعة 1000 بتوقيت جرينتش، وهي أقل نسبة مشاركة منذ 20 عاما على الأقل في الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية وفقا لبيانات وزارة الداخلية، على الرغم من أنها كانت 19.2 في المئة فقط في المرحلة نفسها بالانتخابات الأخيرة.
وكانت توقعات أولية بعد الانتخابات الرئاسية مباشرة أظهرت أن ماكرون في طريقه للحصول على أغلبية في البرلمان، كما هو معتاد منذ تقليص الولاية الرئاسية إلى خمس سنوات.
لكن الرئيس ظل بعيدا عن الأضواء منذ التصويت، واحتاج أسبوعين لتشكيل حكومة. في غضون ذلك، نجح ميلونشون في تشكيل تحالف بين حركته “فرنسا الأبيّة” والاشتراكيين والخضر.
وتظهر التوقعات الآن أن ماكرون وحلفاءه، بما في ذلك الحزب الجديد لرئيس وزرائه السابق إدوار فيليب، قد لا يحققون أغلبية 289 مقعدا بفارق 40 مقعدا، وسيتطلب ذلك منه السعي إلى التعاون مع أحزاب متنافسة.
ويتنافس نحو 14 وزيرا من حكومة ماكرون في سباقات محلية وقد يفقدون وظائفهم إذا فشلوا في الفوز بمقاعد.
على الجانب الآخر من الطيف السياسي، تظهر استطلاعات الرأي أن زعيمة اليمين المتطرف “مارين لوبان” قد تفوز بمقعد في دائرتها الشمالية من الجولة الأولى مباشرة من خلال الحصول على أكثر من 50 بالمئة من الأصوات.
المصدر: رويترز