يطلب رجل مسن النجدة، وهو في أعلى بناية محترقة في البصرة، فلا يتمكن أحد من إنقاذه، ليقضي نحبه بعد تأخر فرق الإطفاء بالوصول إليه، على الرغم من أنها لا تبعد عن المكان سوى مئات من الأمتار، وحتى عند وصول الدفاع المدني تلكأ في إخماد الحريق بسبب تواضع إمكاناته.
ويقول عمار سرحان، شاهد، لـUTV، إن “فرق الإطفاء تأخرت بالمجيء، وفي إخماد الحريق، فقد وصلت بعد ساعة ونصف ساعة بمعدات متواضعة لم تكن كافية للسيطرة على الحريق”.
وطال هذا الحريق شركة للصيرفة وسط البصرة، بسبب تماس كهربائي، كما تقول تحقيقات الأدلة الجنائية، فيما أقرت مديرية الدفاع المدني بتقصير فرقها في إخماد الحريق، غير أنها ألقت باللائمة على المبنى لمخالفته شروط السلامة، شأنه شأن مبان كثيرة.
وقال اللواء كاظم بوهان، مدير الدفاع المدني، لـUTV، إن “البناية كانت مخالفة لشروط السلامة والأمان، فالطوابق العليا منها مبنية بمادة السندويج بنل سريعة الاشتعال”، معترفا بأن “الفرقة الأولى التي وصلت مكان الحريق لم تتصرف بمهنية”.
وتزداد سنويا، مع حلول فصل الصيف وارتفاع درجات الحرارة، نسبة الحرائق في العراق بين شهري أيار وأيلول، وفقا لتقارير الدفاع المدني، وما يساعد على انتشار النيران استخدام مواد قابلة للاشتعال كألواح “السندويج بنل” و”الأكابوند”، بحسب متخصصين.
وأضاف بوهان أن “بقاء المخالفات على ما هي عليه سيبقي نسب الحرائق عند مستوياتها أو يزيد منها، وتلك المخالفات نحذر منها باستمرار”.
وسجلت وزارة الداخلية، خلال الربع الأول من العام الحالي، أكثر من 3 آلاف حريق، وتصدرت مواد البناء السريعة الاشتعال والأسلاك الكهربائية أسباب أو مساعدات تلك الحرائق.