سار مشيعو الراحل مظفر النواب بحزن وصمت، مودعين شاعر الحرية والنضال، بعد هبوط الطائرة الحاملة لجنازته في مطار بغداد قادمة من الإمارات.
وبعد عقود طويلة من الغربة، عاد النواب وحيدا كما عاش، ومحمولا على الأكتاف في تشييع نادر انطلق من المطار إلى اتحاد الأدباء والكتاب، قبل المرور بساحة التحرير.
وأحاط آلاف من قراء ومحبي الشاعر الراحل المقر العام للاتحاد بترديد أشعاره، وغصت بهم الشوارع من جهتي شارعي النضال والسعدون، وهم يودعون آخر شعراء الرفض إلى المثوى الأخير، ويهتفون ضد السلطة التي عاش النواب حياته مناهضا لها.
وانطلق “الريل” إلى الأبدية، وبقي “حمد وبنفسجه” أغنيات ترددها الأجيال، ويتغنى بها الجمهور على امتداد العالم العربي، في صورة أخرى لـ”صويحب” ومنجله بيده إلى القبر.
ورحل مظفر إلى أمه التي أوصى بأن يدفن جوارها في النجف، وخلفه المواكب والمحبون يرددون أغنية الشاعر في موته الوحيد، الذي تنقل بين الأوطان طيرا وهو يتمنى عشا يخلد إليه، لكنه ظل طيرا من منافيه إلى وادي السلام.