يجتاح القطاع النفطي العراقي سيل من استثمارات الشركات الصينية أدى إلى ازدياد هيمنة التنين مع بيع كبريات الشركات العالمية حصصها في أهم الحقول العملاقة.
وعزا خبراء الطاقة في جامعة المعقل أسباب التمدد الصيني إلى كلف المشاريع المخفضة التي تطرحها شركاتها المدعومة حكوميا مقارنة بنظيرتها الأجنبية.
وقال د. عبد الستار المالكي، خبير نفطي، لـUTV، إن “ما يميز الشركات الصينية عن غيرها هو أنها تمتلك إمكانات مالية مدعومة من حكومتها، ما يمكنها من تقديم عروض مغرية مقارنة مع تكاليف استثمارات الشركات الغربية”.
ورصدت الصين مؤخرا نحو 10 مليارات دولار لإقامة مشروعات كبرى في العراق والاستفادة من موقعه الاستراتيجي ضمن مبادرة “الحزام والطريق” التي تضم قرابة 140 دولة.
وقال د. محمد حسين منهل، التدريسي في جامعة المعقل، لـUTV، إن “الصين وضعت خطة سمتها الحزام والطريق منذ عام 2013 وشملت بها 144 دولة ورصدت لها نحو 60 مليار دولار”.
وأوضح منهل أن “سدس الأموال المرصودة للخطة الصينية خصص للعراق وفقا لدراسة نشرتها جامعة فودان في شنغهاي”، مشيرا إلى أن “الموقع الجغرافي الاستراتيجي العراق هو ما دفع الصين إلى تخصيص هذا الحجم من الأموال له”.
وأمام هذا، يريد العراق إيجاد موازنة بين الاستثمارات الصينية والغربية بسبب خشيته من خسارة تكنولوجيا الشركات الأوروبية المتطورة، إذ يتحدث مقربون من وزارة النفط عن نجاح الأخيرة في إقناع شركات أجنبية ومنها “لوك أويل” الروسية بالعدول عن قرار بيع حصصها في حقل غرب القرنة لشركات صينية بعدما فازت باستثمارات في حقل مجنون أحد أكبر حقول العالم باحتياطي النفط.
وتعد الصين من أكبر المشترين للخام العراقي، الممول الرئيس للموازنة العامة بأكثر من 90 بالمئة وفقا لبيانات البنك الدولي.