بعبارة “احذروا زأرة المظلوم”، يلقّم مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري خطابه ويصوّب نحو الإطار التنسيقي بعبارة غاضبة أخرى “لا ولن أتحالف معكم”، فتصل القضاء حصة من الشظايا بقوله “أعجب من مسايرة القضاء للأفعال المشينة”.
وجاء الخطاب الناري للصدر بعد 24 ساعة من إسقاط مشروع الأمن الغذائي، فاتحا الأزمة المالية على أزمة تعطيل الحكومة، وفي الهامش المستعر يلوّح الصدريون بتظاهرات مليونية.
وما بين السطور، يشير الصدر إلى نهاية الحلول، وفقدان المفاوضات جدواها، وانغلاق الطرق، هكذا بدا غاضبا وربما فاقدا للأمل.
ويفسر المقربون من الصدر أحداث اليومين الماضيين بأنها انقلاب على نتائج الانتخابات، وأن حصيلة الشهور الماضية انتهت إلى حكومة فارغة المحتوى، وبرلمان مقيّد.
وفي المعسكر المقابل، يضرب الإطاريون المعادلات المضطربة بحسابات أكثر اضطرابا، بينما الاجتماعات قائمة للتدقيق في كلمات الصدر، سبقها احتفال سياسي بقرار المحكمة عن إجهاض الأمن الغذائي، وقبل أن يغص الجميع بالموازنة، تختنق الأحزاب النافذة بفلتان الأطر الدستورية تأويلا وتفسيرا.