الجسور في الناصرية سلاح المتظاهرين، وأداة الضغط على الحكومة. بقطعها يبلغ التصعيد مداه الكبير، ويرتبك المشهد المروري، ويصل الزحام إلى درجة الاختناق، فتتوقف الحياة، ويضيق الساعون إلى أرزاقهم ذرعاً.
يقول المواطن حسين الأعرجي إن “قطع الجسور يؤثر في حركة السير مما ينعكس سلبا على عمليات البيع والشراء في السوق”.
وتكاد الجسور تقطع كل أيام السنة في الناصرية منذ التهاب مشهدها بعد تشرين 2019.
ويقول المواطن ذو الفقار كاظم إن “حرق الجسور يسبب أذى على الأهالي في المحافظة، فضلا عن تهديم البنى التحتية”.
ويجد الخريجون في الجسور حائط أمنيات يسمع مطالبهم، مقابل أذني الحكومة غير المصغيتين، فواحدة من طين وأخرى من عجين.
ويقول المتظاهر كرار الاسدي إنه “منذ 9 أشهر وهم يعتصمون أمام ديوان محافظة ذي قار ولم نجد آذانا مصغية من الحكومتين المحلية والمركزية”.
ويضيف أن “مطلب المعتصمين هو التعيين ولا تراجع فيه”.
وبين مطالبات الخريجين الحقة وسكوت الحكومة الطويل متضررون يمنعهم تقطع أوصال المدينة من أداء أعمالهم اليومية، لكنهم صابرون عسى أن تحل الجسور عقدة البطالة لشباب الناصرية.
ويقول الصحفي سلامة السرهيد إن “الحكومة إذا لم تجد حلولا للخريجين في ذي قار فربما تتفاقم الأمور، خاصة بعد أن بدأ قطع الطرق يؤثر في جميع المواطنين”.
ويشكل الخريجون روابط وتجمعات تدعو إلى التظاهر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن اعتصامات مفتوحة تحث على المشاركة في التظاهرات للضغط على الحكومة، وعادةً ما تنظم قوائم بأسماء المشاركين لتكون لهم الأولوية في فرص التعيين.