شهر ونيّف مرّ على الهدنة في اليمن، والتي شاركت فيها أطراف عديدة وأعلنت عنها الأمم المتحدة، وتضمّنت بنوداً مختلفة من أجل إيقاف الحرب، لكن ليس ثمّة ما يشير إلى أن الحرب وضعت أوزارها بالكامل، وأن جهود الأمم المتحدة أثمرت.
ففي مطلع أبريل أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن هانس غروندبرغ اتفاق أطراف الحرب على وقفها، وتزامن ذلك مع مشاورات جرت في الرياض تحت إشراف مجلس التعاون الخليجي، بينما امتنعت جماعة الحوثي عن المشاركة فيها.
وفي نهاية المشاورات أعلن الرئيس اليمني حينها عبد ربه منصور هادي والمقيم في الرياض، عن تسليم صلاحياته إلى مجلس قيادة رئاسي برئاسة رشاد العليمي وعضوية سبعة نواب.
أمّا هذه الهدنة وهي الأولى منذ سبع سنوات، فقد لقيت ترحيباً إقليمياً ودولياً واسعاً، باعتبارها مدخلاً إلى إحلال السلام وإنهاء المعاناة الإنسانية في اليمن.
وقد تضمنت الهدنة بنوداً عديدة من أهمها إيقاف جميع العمليات العسكرية البرية والبحرية والجوية، داخل اليمن وعبر حدوده.
وتشمل الهدنة أيضاً السماح بدخول السفن إلى موانئ مدينة الحديدة التي يسيطر عليها الحوثيون، وكذلك تسيير رحلات جوية تجارية من وإلى مطار صنعاء الدولي بواقع رحلتين أسبوعياً إلى مصر والأردن.
هل سارت الأمور على النحو المخطط لها، ليس هناك ما يشير إلى ذلك، فثمة اتهامات متبادلة بخروقات لوقف إطلاق النار، أما رحلات مطار صنعاء فيبدو أنها كذلك لم تُستأنف، وموانئ الحديدة كانت على موعد مع سُفن الوقود الذي يبدو أنّ خلافاً نشب على عائداته.
كذلك اتهم الجيش اليمني جماعة الحوثي بارتكاب نحو 200 خرق للهدنة في جبهات عديدة، فضلاً عن تعزيز الجبهات العسكرية وتحليق طائرات الاستطلاع.
بينما ردّت جماعة الحوثي قائلة إن التحالف والقوات اليمنية ارتكبت آلاف الخروق للهدنة منذ دخولها حيّز التنفيذ قبل شهر، وشملت محاولات تسلل وغارات جوية وعمليات هجومية وإطلاق صواريخ، كذلك احتجاز وتأخير سفن النفط، ومنع تسيير رحلات مطار صنعاء الدولي.
لعل هذه أبرز ملامح الهدنة بعد شهر من بدايتها، فهل هناك ما يدل على نجاحها وصمودها.. وانتهاء معاناة اليمنيين بعد هذه السنوات العصيبة، هذا ما ستجيب عنه الأيام القادمة..!