انسداد في منتصف الانسداد ومهلة داخل مهلة، هذا ما وصلت إليه العملية السياسية المحكومة بالمواقف الصلبة كما يصفها سياسيون، وما حراك المبادرات إلا تدوير لزوايا الأزمة.
ويقول مقربون من دوائر القرار السياسي إن أي حكومة تشكل في هذه المرحلة ستواجه أزمات كبيرة، منها أزمة الكهرباء والجفاف والتصحر، بالإضافة إلى المشاكل المرحّلة من الحكومات السابقة، وعليه فإن الطابع العام لدى الكتل السياسية هو تأجيل تشكيل الحكومة إلى نهاية العام.
ويشير سياسيون إلى أن السيناريو الأقرب هو استمرار حكومة مصطفى الكاظمي مع تغيير وزاري مرتقب يرافق منح بعض الصلاحيات للحكومة ومنها التصويت على الموازنة ومشروع قانون الدعم الطارئ.
ويرى محللون أن مسارا كهذا لا يصب في صالح قوى الإطار التنسيقي، لكنه يجنبها التورط في المشاركة بحكومة مقيدة بأزمات تهدد استمراريتها، كما أنه يصب في صالح تحالف إنقاذ الوطن، الذي لديه الأغلبية في البرلمان ويستطيع تمرير مشاريع القوانين بأريحية.
وبين إرادة تأجيل تشكيل الحكومة ورمي كرة الأزمة في ملعب غير المتحزبين، يستعد المستقلون وبعض الأحزاب الناشئة إلى عقد اجتماع في بغداد للرد على مبادرتي الصدر والإطار للخروج من الأزمة السياسية.
ويقول نائب مستقل لـUTV إن مشروع المعارضة ربما يتبدل إلى المشاركة في تشكيل الحكومة في حال تحققت ضمانات حقيقية.
ومضت 6 أشهر على الأزمة الحالية قد تتبعها 6 أخرى إلى حين التوصل إلى مبادرات حقيقية وتخطي معضلة الصيف وأزماته المصاحبة كل عام.