من المعروف أن الأحداث المؤلمة في الطفولة يمكن أن تسبب اعتلالاً في الصحة النفسية للطفل، مما يترك آثاراً بالغة السوء على المستويين النفسي والعضوي ربما تلازمه حتى البلوغ وفي بعض الأحيان لبقية حياته.

وبطبيعة الحال هناك آلاف الدراسات التي تناولت العلاقة بين الطفولة التعيسة والاضطرابات النفسية لاحقاً وأيضاً دورها الرئيسي في العديد من الأمراض المزمنة مثل أمراض القلب ومرض السكري من النوع الثاني.

وأشارت أحدث هذه الدراسات إلى العلاقة بين الأمراض النفسية في الطفولة والإصابة بالعجز المبكر، وظهور الإنسان بمظهر أكبر من عمره الحقيقي.

أوضحت الدراسة التي قام بها علماء من جامعة ديوك Duke University بولاية نورث كارولينا الأميركية أن ملامح الأشخاص البالغين الذين عانوا من متاعب نفسية في طفولتهم تبدو أكبر من أقرانهم في العمر نفسه، وأرجعوا ذلك إلى الأمراض العضوية التي تصيب معظمهم جراء الحالة النفسية السيئة والقلق المستمر مثل ارتفاع ضغط الدم في وقت مبكر الذي يؤدي إلى زيادة احتماليات إصابتهم بالسكتة الدماغية أو جلطات القلب، كما أن معظمهم لا يقبل، وفي الأغلب، على ممارسة الرياضة، بجانب إصابتهم باضطرابات الطعام المختلفة سواء الإقبال على الأكل بشراهة أو العزوف عن تناوله تماماً، فضلاً عن المضاعفات الصحية التي تحدث لهم نتيجة عدم التزامهم بتناول العلاج لسوء حالتهم النفسية.