أعلن مفتش آثار وتراث بابل حسين فليح الشمري عن فتح أبواب مدينة بابل الآثارية أمام الزوار والسياح العرب والأجانب طيلة أيام عيد الفطر المبارك للاطلاع على حضارة بابل التاريخية بعد أن تمت تهيئتها من كافة الجوانب، وتوفير عدد كبير من المرشدين والأدلاء السياحيين لغرض تقديم المعلومات عن المدينة وتأريخها ومعابدها ومسرحها الشهير والقصور وغيرها.
وقامت الحضارة البابلية على أرض مدينة بابل، وهي إحدى عجائب الدنيا في العالم القديم ويعود تاريخها إلى حوالي أربعة آلاف عام وما زالت بعض آثارها قائمة في هذه المدينة الأثرية، حيث تقع بالقرب من مدينة الحلة.
على أرض مدينة بابلمرت الحضارة البابلية بالعديد من السلالات الحاكمة التي استمرت منذ عام 1880ق.م إلى عام 500 ق.م، وكان أبرز من حكمها القائد حمورابي، والملك نبوخذ نصر، وكلاهما كان لها الأثر البارز في تحقيق الازدهار والتقدّم خصوصاً في العمارة البابلية، واليوم تعتبر بابل الأثرية مدينة منفردة في جذب الزوار إليها لمشاهدة آثارها التاريخية.
المنطقة الأثرية الواقعة جنوب بغداد تعد من أعرق المناطق الأثرية في العراق، حيث توجد بها بوابة عشتار التي تحمل اسم واحدة من أشهر آلهة مملكة بابل، كما تحدثت الكثير من الروايات التاريخية عن وجود حدائق بابل المعلقة وهي إحدى عجائب الدنيا السبع القديمة، وإن كان بعض المؤرخين يشككون في وجودها.
واليوم لم يتبق من آثار نبوخذ نصر سوى بعض القواعد التي لا يزيد ارتفاعها على مترين. نتيجة عمليات ترميم خاطئة تمت في الثمانينيات بتوجيهات من الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي كان يريد إقامة مهرجان في رحاب هذا المكان التاريخي، حيث تم الترميم على عجل وباستخدام كتل أسمنتية لا تتناسب مع الأحجار الطينية التي بنيت بها الآثار القديمة. وتضغط هذه الكتل الأسمنتية الجديدة على القواعد القديمة الهشة لتشوه شكل الأبنية الأثرية. كما نقش صدام حسين اسمه على بعض أحجار بابل.
في مطلع القرن العشرين، جاءت بعثة من الأثريين الألمان إلى بابل للتنقيب وقاموا حينها بنقل بوابة عشتار التي بناها نبوخذ نصر إلى أحد متاحف برلين. ولا تزال هذه البوابة موجودة هناك حتى اليوم بعد أن خضعت لعمليات ترميم دقيقة، وأثناء التنقيب عثر الأثريون على بوابة أقدم تعود إلى ما قبل نبوخذ نصر، وهي البوابة التي لا تزال تقف في مكانها بين ما تبقى من آثار بابل.