بينما يحرص الناس عادة على الإسراع في بلوغ منازلهم قبل موعد الإفطار، يقف متطوعون على أحد الطرق الرئيسة بين محافظتي المثنى والديوانية ويلوحون بأياديهم لإيقاف أصحاب السيارات وإقناعهم بالنزول لتناول وجبة الإفطار معهم.
وأطلق المبادرة متطوعون من شباب الرميثة بغية مشاركة الطعام مع عابري الطريق الذين حال الزمن بينهم وبين وجهتهم التي يقصدونها.
ويقول علاء الشيخ، أحد المتطوعين، لـUTV إن “المبادرة بدأت بطاولة واحدة، لكنها اتسعت الآن بفضل مشاركة كثير من الناس فيها”، مبينا أن “المبادرة تخدم عابري السبيل ممن لا يستطيعون الوصول إلى منازلهم مع وقت الإفطار”.
وفي مركز مدينة السماوة، دأب أصحاب حسينية آل غريب منذ 20 سنة على عمل إفطار جماعي للمشردين والعمال ومن تأخروا عن منازلهم، فمبادرة الإفطار الجماعي تنتشر في المثنى في شهر الصيام، وتهدف إلى تكافل اجتماعي في أفقر مدن العراق.
ويقول صاحب آل غريب، صاحب المبادرة، لـUTV إن “من يحضر لتناول الطعام هم الناس الفقراء، ونحن بدورنا نقدم لهم ما لذ وطاب من الأطعمة”.
ولا يقتصر تجهيز الموائد في مبادرة حسينية آل غريب على أصحاب المبادرة فقط، بل أن السكان القريبين من الحسينية يبادرون يوميا إلى المشاركة والمساهمة في الطبخ أيضا.
ويقول ضياء رزاق، طباخ متطوع، لـUTV إن “الوجبات متنوعة هنا، ونستقبل أي شخص يحتاج إلى إفطار سواء كان فقيرا أو بعيدا عن داره”.
وعلى الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة، فإن مبادرة الإفطار الجماعي تؤسس لتكافل اجتماعي يترك لشهر رمضان أثره في نفوس الحاضرين.