بينما تدعي شركة “ميتا” أنها تتبع نهجًا لا يتسامح مع استغلال الأطفال، فإن تطبيق إنستغرام التابع لها، فشل في حذف حسابات تجذب مئات التعليقات الجنسية، لنشرها صور أطفال يرتدون ملابس سباحة أو قطع ملابس صغيرة، بحسب تقرير لصحيفة “الغارديان”.
وقالت الصحيفة إنه رغم الإبلاغ عن بعض هذه الحسابات من خلال أداة الإبلاغ داخل التطبيق، فإنها بقيت نشطة.
ففي إحدى الحالات، أبلغ أحد الباحثين عن حساب ينشر صورًا لأطفال في أوضاع جنسية، باستخدام أداة الإبلاغ داخل التطبيق، فتم الرد عليه من خلال تقنية الإشراف الآلي، بأنه تم قبول البلاغ.
وقالت التقنية في تطبيق إنستغرام إنه “نظرا للحجم الكبير، فإن البلاغ لم تتم رؤيته، ولكن تقنياتنا وجدت أن هذا الحساب ربما لا يتعارض مع إرشادات مجتمعنا”.
وتم نصح المستخدم بحظر الحساب أو إلغاء متابعته أو الإبلاغ عنه مرة أخرى، مما جعل الحساب مستمرا حتى السبت مع أكثر من 33 ألف متابع.
تشير الصحيفة إلى أنه تم العثور أيضا على حسابات مماثلة، على تويتر، لم يحذفها التطبيق إلا بعد أن نشرت مجموعات حقوقية نشطة عنها علنا.
وبحسب الصحيفة، فإنه في كثير من الأحيان، تُستخدم الحسابات من أجل التلاعب، حيث ينشر المخالفون صورا قانونية من الناحية الفنية لكنهم يرتبون للقاء عبر الإنترنت في مجموعات رسائل خاصة لمشاركة مواد أخرى.
ووصف آندي بوروز، رئيس سياسة الأمان عبر الإنترنت في جمعية لمنع القسوة على الأطفال في بريطانيا، الحسابات بأنها “نافذة متجر” للباحثين عن الأطفال لتلك الأغراض.
وقال: “يجب على الشركات أن تحدد بشكل استباقي هذا المحتوى ثم تزيله بنفسها”.
وانتقد الشركات بأنه “حتى عندما يتم إبلاغهم بذلك، فإنهم يحكمون على أنه لا يمثل تهديدا للأطفال ويجب أن يظلوا في الموقع”.
وقالت لين سوانسون كينيدي، من مؤسسة “كوليكتيف شاوت”، إن المنصات تعتمد على منظمات خارجية للقيام بالإشراف على المحتوى الخاص بها”، داعية إلى “معالجة بعض هذه الأنشطة المقلقة للغاية والتي تعرض الفتيات القاصرات بشكل خاص لخطر التحرش والاستغلال والتحرش الجنسي”.
ويرى عمران أحمد، الرئيس التنفيذي لمركز مكافحة الكراهية الرقمية، وهو مؤسسة بحثية غير هادفة للربح: أن “الاعتماد على الاكتشاف الآلي، الذي نعرف أنه لا يمكنه مواكبة خطاب الكراهية البسيط، ناهيك عن حلقات الاستغلال الجنسي للأطفال من خلال شبكات ماكرة ومحترفة، يعد بمثابة إلغاء للواجب الأساسي لحماية الأطفال”.
فيما علق متحدث باسم شركة “ميتا” المالكة لإنستغرام مؤكدا أن لديها قواعد صارمة ضد المحتوى الذي يستغل الأطفال جنسيا أو يعرضهم للخطر، وأنه تتم إزالة هذه الحسابات عندما يتم العلم بها.
وقال للصحيفة: “نركز أيضا على منع الضرر من خلال حظر الملفات الشخصية المشبوهة، وتقييد البالغين من إرسال رسائل إلى الأطفال غير المرتبطين بهم، وإخفاء الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما عن حسابات خاصة”.
كما رد موقع تويتر بأن الحسابات التي أبلغ بها تم تعليقها بشكل دائم الآن لانتهاكها قواعدها.
وقال متحدث باسم الشركة: “تويتر لا يتسامح مطلقا مع أي مادة تعرض أو تروّج لاستغلال الأطفال جنسيا”.