UTV - بغداد

رحل الدرويش، حسب الشيخ جعفر، تاركا رماده خطىً للسيدة السومرية، عن أكثر من 5 عقود في الترجمة وكتابة الشعر الذي قال إنه انهمر في همومه وهو يفر كالنهر الثقيل.

ونشر الشيخ جعفر المولود في ميسان 1942، أول قصيدة له نهاية الخمسينيات في جريدة محلية وهو طالب في ثانوية العمارة، واقتحم دائرة النشر عربيا مطلع الستينيات في مجلة الآداب البيروتية، بعد مغادرته إلى روسيا لإكمال دراسة البكالوريوس والماجستير في معهد غوركي للآداب.

وفي عام 1965 عاد الشيخ جعفر إلى العراق معجبا بالتجربة اليسارية التي ترجم للعديد من شعرائها إلى العربية، وانخرط في الصحافة حتى أصبح مديرا للقسم الثقافي في تلفزيون العراق منتصف السبعينيات، واستمر نشاطه الشعري على منصات أكثر من 10 بلدان عربية وغربية، ليدخل العالمية بحصوله على جائزة السلام السوفيتية عام 1983.

الراحل المعروف بصمته وهدوئه وقلة أصدقائه في حياته اليومية، أحد أهمّ مجدّدي القصيدة العربية وروّاد الحداثة الشعرية، بانتمائه لجيل صاخب بتجارب اليمين واليسار، لكنه ظل بعيدا عن التجاذبات السياسية، واكتفى بالعيش داخل قصيدته غائما ووحيدا.

وإلى جانب مشروعه الشعري الذي تجاوز 15 كتابا تُرجم بعض نصوصها إلى الإيطالية والفرنسية، فقد دخل الشيخ جعفر مختبر السرد وكتب عددا من الروايات، التي وصفها نقاد بمنحى آخر لاستيعاب خياله المتجدد الذي جعله يتنقل بين سومر وبغداد بمركبة شعرية خارج الزمن وحواجز التاريخ.

هكذا إذن، مات “الطائر الخشبي”، مالئ الدنيا الحديثة وشاغل الناس بسكوته، إثر أزمة صحية حاصرته في منزله البغدادي، ليسكت قلب شاعر التفاصيل الصغيرة عن 80 عاما، ويُشيّع إلى مثواه الأخير، وسط حزن عمّ الأوساط المحلية والعربية.

تحرير: محمود جمعة

الكلمات الدلالية