فتحت حدائق مبنى “القشلة” الأثري عند شارع المتنبي وسط بغداد أبوابها لاستقبال الوافدين من العوائل خلال ليالي شهر رمضان.
وجاء ذلك التحرك بعد نحو شهور من حملة إعادة تأهيل كبرى طالت معظم مرافق شارع المتنبي الذي يعد المنتدى الثقافي الأكبر في العراق.
وأعلن أحمد حسن مايح رئيس ديوان “القشلة” عن إقامة العديد من الفعاليات بعد الإفطار، تتمثل بتنظيم ندوات ثقافية واقتصادية وشبابية وغيرها يوميا، بالإضافة إلى معرض صغير للكتاب.
ونوه إلى أن “الفعاليات جميعها تقام بدعم مالي من قبل صندوق تمكين الذي يشرف عليه البنك المركزي ورابطة المصارف الخاصة، بالإضافة إلى رعاية الأمانة العامة لمجلس الوزراء ووزارة الثقافة”.
وأكد أن ديوان القشلة هو منظمة غير حكومية، تهدف إلى “دعم الثقافة العراقية والاقتصاد عبر الفعاليات التي تناقشها بشكل يومي بحضور نخب كبيرة من الخبراء، بالإضافة إلى دعم الصناعة الوطنية من خلال المعرض الدائم للأعمال المحلية”، مثمناً بذات الوقت “دور وزارة الثقافة في إقامة هذه الفعاليات بعد التسهيلات التي قدمتها في فتح أبواب القشلة مساءً”.
وسجلت الأيام الأولى توافد عدد كبير للعوائل البغدادية والنخب الثقافية والأدبية وسط فرحة كبيرة غمرت الحاضرين الذي وجدوا في تلك المبادرة فرصة للترفيه والتعرف على معالم العراق الآثرية في آن واحد.
وتعد بناية القشلة أو ما يطلق عليه “سراي الحكومة القديم” من البنايات البغدادية التراثية التي يعود تاريخ بنائها إلى القرن الـ19 ميلادية.
واختير مكانها الحالي المجاور لضفاف نهر دجلة من جانب الرصافة وسط المنطقة المركزية القديمة لبغداد، حيث ما زال باطن الأرض الذي تقع عليه بناية القشلة يزخر بأسس أبنية القصور والمواقع العديدة التي تعود إلى فترة الخلافة العباسية يوم كانت بغداد عاصمة الحضارة الإسلامية.
وقشلة أو القشلة هي كلمة تركية الأصل وتعني المكان الذي يمكث فيه الجنود أو الحصن أو القلعة أو السراي ومقر والي الحكومة العثماني، وهي لها عدة أماكن ومنها قشلة بغداد، وهو مبنى القشلة قرب شارع الأكمكخانة والمسمى حاليا شارع المتنبي، وهو موقع المدرسة الموفقية سابقاً.