أكدَ الدكتور رضا الشيخ، المختص في التغذية العلاجيّة أن الصيام له فوائد عديدة، وأنه يجب علينا التحكم في خياراتنا التي نتناولها في وجبتي الإفطار والسحور وكميات الأطعمة التي نتناولها، وأن نجعلَ هذا الشهر فرصة لبداية عادات صحية جديدة والاستمرار عليها بعد رمضان.
وقال: إن العادات الغذائية تتغيرُ في شهر رمضان الكريم، حيث نرى أن موائد الطعام في هذا الشهر تختلفُ من حيث نوعية الأطعمة والمشروبات المقدمة ومن حيث الكمية عما يتم تقديمه في الأيام الأخرى من السنة.
وأضافَ: إن الكثيرَ من الأشخاص يعتمدون في شهر رمضان على تناول الأطباق الشعبيّة التي تكون في العادة عالية بكميات الدهون أو الملح أو السكر، وتناول أطباق الحلويات المختلفة بعد وجبة الإفطار، أما بالنسبة للكميات المقدمة فإننا نرى أن الأغلب يميل إلى تقديم كميات أكبر وأعداد أكبر من الأطباق على المائدة الواحدة يوميًا مقارنة بالأيام الأخرى.
وقالَ: إن هناك بعض العادات التي يجب أن نحرصَ عليها في شهر رمضان منها البدء في وجبة الإفطار بتناول ثلاث تمرات، حيث يعتبر التمر مصدرًا غنيًا بالعديد من الفيتامينات والمعادن والألياف، وتناول وجبة إفطار صحية ومتنوعة تحتوي على المجموعات الغذائية الست، وهي: الخضراوات والفواكه والحبوب والخضراوات النشوية والبقوليات والحليب ومنتجاته وبدائله والأسماك والدواجن واللحوم وبدائلها.
كما نصحَ بعدم الإفراط في تحضير الأطباق وتحضير طبق رئيسي واحد أو طبقين كحد أقصى بالإضافة إلى طبق من الحساء والسلطة، وعند تناول الإفطار ينصحُ بتقسيم الطبق بطريقة صحية، بحيث يكون نصف الطبق من الخضراوات والفواكه والربع من اللحوم أو البقوليات، والربع الأخير يكون من الحبوب الكاملة مثل الأرز الأسمر أو الخبز الأسمر.
وأوضحَ أنه من أجل التحكم في كمية الطعام المتناولة من الأطباق الرئيسية المحضرة من الأرز مثل المكبوس أو البرياني أو غيرها يفضل أخذ حصة في طبق خاص بدلًا من تناول الطعام في طبق مشترك مع جميع أفراد العائلة، كما أنه عند تحضير الأطباق الشعبية يجب الحرص على تقليل كميات الدهون والملح والسكر المستخدم قدر الإمكان واستبدالها ببدائل صحيّة إن أمكن.
وأضافَ: إنه في حال الشعور بالجوع خلال الفترة ما بين الإفطار والسحور يمكن تناول وجبة صحية خفيفة مثل طبق من الشوفان مع الفواكه المجففة أو المكسرات غير المملحة وغير المحمصة وأصابع الخيار والجزر مع طبق من الحمص أو اللبنة قليلة الدسم، وتناول شريحة من الخبز الأسمر مع زبدة الفول السوداني أو جبنة قليلة الدسم.
وأوضحَ أن وجبة السحور تعتبر مهمة جدًا في شهر رمضان، حيث إنها تمدُ الصائمَ بالطاقة خلال فترة الصيام، ومن ثم فإنه يجب الحرص على تناولها وأن تكون وجبة صحية وخفيفة وتحتوي على الخضراوات والفواكه والحبوب الكاملة (الخبز الأسمر أو الشوفان)، ومصدر بروتين مثل منتجات الحليب قليلة الدسم (اللبنة قليلة الدسم أو الجبنة قليلة الدسم) أو البيض أو البقوليات (الحمص أو العدس) مع الحرص على شرب كميات كافية من الماء.
كما نصحَ بالإكثار من تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الخبز الأسمر والأرز الأسمر والخضراوات والفواكه، حيث إن الأليافَ تعملُ على تقليل سرعة امتصاص الطعام، وبالتالي الشعور بالشبع لفترات طويلة خلال فتره الصيام، موضحًا ضرورة تجنب تناول الأطعمة الغنية بالدهون والأطعمة المقلية أو الفطائر والوجبات السريعة أو الشاورما أو الفلافل، وذلك لأنها تزيدُ من الشعور بالعطش خلال فترة الصيام.
وأوضحَ أهميةَ الحرص على تناول السوائل خاصة الماء بين وجبتي الإفطار والسحور (8 -12 كوبًا يوميًا) كما يمكن تناول الخضراوات والفواكه الغنية بالماء لتعويض ما فقده الجسم من سوائل خلال فترة الصيام وتجنب تناول المشروبات التي تحتوي على كمية عالية من الملح مثل اللبن المملح وذلك لتجنب الشعور بالعطش عند الصيام.