قبل أكثر من 15 عاما تأسست دار البراعم لرعاية الأيتام في المثنى، ويسكنها حاليا 13 يتيما يحظون برعاية صحية ودراسية.
عباس قاسم، أحد الأيتام الساكنين في الدار، يقول إنه ألِف العيش فيها، ويتمتع بعلاقات اجتماعية تربطه بشركائه في السكن.
ويضيف عباس، لـUTV، أن “رفاقي في السكن إخوتي وليس أصحابي فقط.. بعضنا موجود منذ سنتين أو ثلاث، والبعض الآخر منذ إنشاء الدار”.
وتشير إحصاءات لوزارة التخطيط إلى وجود نحو مليون طفل يتيم في العراق، بينما تقول منظمة اليونيسيف، إن أكثر من 5 ملايين طفل يتيم في البلاد، غالبيتهم غائبون عن السجلات الرسمية للدولة.
وعلى الرغم من توفير الأجواء الخاصة لهم، ترفض كثير من العوائل تسجيل أطفالها في دور الأيتام.
ويقول طارق كاظم، مدير دار رعاية الأيتام في المثنى، لـUTV، إن “هناك عزوفا من العوائل عن تسجيل أبنائهم في دور الأيتام بسبب العادات والتقاليد الاجتماعية.. بعض الأمهات يطلبن مبيت أبنائهن في بيوتهن وقضاءهم النهار في أحد دور الأيتام، وهذا مخالف للقانون”.
ويشكل أيتام العراق 5 بالمئة من أيتام العالم، بينما لا يضم إلا 22 دارا خاصة بهم وفقا لإحصاءات رسمية، وهو ما دفع منظمات مجتمعية في المثنى إلى المطالبة بتأسيس هيئة خاصة للأيتام.
وقدم مجموعة من الأيتام مشهد “التشرد والفقر” التمثيلي في قاعة الغدير وسط السماوة، ضمن حملة قانونية تقودها منظمات إنسانية للمطالبة بتشريع قانون خاص لرعاية الأيتام والطفولة، أطلقوا عليه ميثاق حماية أيتام العراق.
ويقول صلاح الجشعمي، المستشار القانوني للحملة، لـUTV، إن “الدولة ملزمة بتنفيذ خطوات لتبني هذه الحملة، ووجدنا آذانا مصغية من جميع السياسيين والجهات الحكومية، وهناك تفاعل كبير معها”.
ويقول مراقبون إن أيتام مخيمات النزوح في العراق الأكثر تعرضا للتهميش، فهم لا يزالون بلا وثائق رسمية حتى اليوم بسبب تعرضها للحرق أو الضياع أثناء الحرب، وهو ما يمنعهم من التسجيل في المدارس أو ممارسة حياتهم الطبيعية.