توصّلت دراسة حديثة أُجريت بشكل مشترك بين جامعات أكسفورد وبريستول وهونغ كونغ إلى أنّ تناول الخضار قد يكون مفيداً لصحة القلب، لكن ليس من المرجح أن يقلل تناول الكثير منها من خطر الإصابة بنوبة قلبية أو سكتة دماغية. وبحسب الدراسة التي نُشرت في مجلة Frontiers in Nutrition السويسرية، فإنّنا قد نرى انخفاضاً في المخاطر القلبية لدى الأشخاص الذين يتناولون الكثير من الخضار النيئة، مقارنة مع أولئك الذي يتناولون الخضار المطبوخة، لأن طهي الخضار يزيل العناصر الغذائية المهمة منها، مثل الفيتامين سي.
ووجدت الدراسة أنّ الأشخاص الذين يتّبعون نظاماً غذائياً غنياً بالخضروات قد يستهلكون سعرات حرارية أقل ودهوناً أقلّ، وقد يعيشون نحو 13 عاماً إضافية، خاصة إن كان نظامهم الغذائي قائم على أساس الخضار والبقوليات، وكذلك الحبوب الكاملة والفواكه والمكسرات.
إلا أنّ الاعتماد فقط على نظام غذائي مليء بالخضار قد لا يكفي للحماية من أمراض القلب، إذ عادة ما ترتبط صحة القلب بأسلوب الحياة وطرق ممارسة الرياضة.
تناولت الدراسة تحليل استبيانات وزّعت لنحو 399,586 ألف شخص ممن يشاركون في دراسة البنك الحيوي في المملكة المتحدة حول نظامهم الغذائي، بما في ذلك كمية الخضار المطبوخة والنيئة التي يتناولونها يومياً.
وأكّد معظم الأشخاص أنهم يتناولون، في المتوسط، ملعقتين كبيرتين من الخضار النيئة، وثلاثاً من الخضار المطبوخة، أي ما يصل مجموعة إلى نحو 5 ملاعق تقريباً يومياً. وبتحليل هذه البيانات مع ملفاتهم الصحية لنحو 12 عاماً، تبيّن أنّ خطر الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية كان أقلّ بنسبة 15 في المائة تقريباً بالنسبة لأولئك الذين يتناولون معظم الخضراوات – وخاصة أولئك الذين يأكلون الكثير من الخضار النيئة – مقارنة بمن لا يتناولون الخضار.
كما شملت الدراسة أيضاً طرق وأنماط حياة الناس، على سبيل المثال، ما إذا كانوا يدخنون، أو يشربون كميات كبيرة من الكحول، بالإضافة إلى وظائفهم ودخلهم ونظامهم الغذائي بشكل عام.
ونتيجة لذلك، قالوا إنّ دراستهم لم تجد دليلاً على “تأثير وقائي لتناول الخضار” على عدد مرات حدوث مشاكل في القلب والدورة الدموية.
تعلّق أخصائية التغذية ريم رفائيل، في حديثها لـ”العربي الجديد”، على هذه الدراسة بالقول إنّ النظام الصحي المتوازن القائم على أساس تخفيف الدهون المشبعة، وزيادة الخضار والفاكهة، قد يكون الأمثل لصحة الإنسان. وترى أنّ النظام الصحي لحماية القلب يجب أن يكون مبنياً بشكل أساسي على زيادة الأطعمة التي تحتوي على أوميغا 3، من ضمنها السمك، إذ تؤكّد أنّ تناول الأسماك مرتين في الأسبوع قد يحمي من أمراض القلب.
من جهة ثانية، ترى رفائيل أنّ النظام الغذائي، وإن كان صحياً وقائماً على أساس الدهون الأحادية وتناول المكسرات واستخدام الفاكهة والخضار، قد لا يكون كافياً للحفاظ على الصحة الجسدية، إلا إذا اقترن هذا النظام الصحي بعادات صحية، من ضمنها ممارسة الرياضة، وتخفيف تناول المشروبات الكحولية، والتوقف عن التدخين، لأن هذه العادات قد يكون لها تأثير هام على الصحة العامة.
وتنصح رفائيل عادة الأشخاص الذين يعانون من أمراض القلب، أو أمراض مرتبطة بالدورة الدموية، بضرورة الأخذ بالاعتبار أهمية تخفيف الوزن، إذ ترى أنّ زيادة الوزن قد تشكّل أيضاً عاملاً سلبياً من شأنه التأثير على صحة الإنسان.