UTV - ثقافة

“الطفل الشحاذ” .. هى واحدة من القصص الإنسانية البديعة للكاتب الروسى فيدور ديستوفيسكي يقول فيها إن الفقراء لهم الله يجزيهم الجنة بما صبروا.

بأسلوب شيق وعبارات مقتضبة ومفردات رائعة  ومعانى لا تقبل اللبس كتب ديستوفيسكي قصتة الإنسانية المباغتة الطفل الشحاذ، التى تخلو من الأسلوب الوعظي المباشر ليبين لنا من خلال سطوره أن  الفقراء الذين لا يجدون من يحنو عليهم فى الحياة الدنيا لهم الله الذى يعوضهم بالنعيم المقيم فى الحياة الآخرة

تفاصيل القصة 
تبدأ أحداث قصة الطفل الشحاذ . بصغير لم يتجاوز السادسة من عمرة، يعانى من ويلات البرد والجوع فى غرفة مظلمة تنام فيها والدته على فراش قذر، جاءت الأم وابنها من قرية بعيدة تبحث عن رزق يسد جوعهما، ثم نزلت فى هذا البيت الفقير المكون من عدة غرف كالحة يكسوها الفقر بكسوته المعتمة البائسة اليائسة.

فى الغرفة المجاورة لغرفة الطفل وأمه عجوز لفظت أنفاسها الأخيرة منذ قليل، دون أن يعلم بها أحد ،كما أن باقى النزلاء وكلهم من  لمعدمين فروا من البيت حتى لا يدفعوا الايجار منتهزين نزول صاحبة البيت إلى الكنيسة للاحتفال بعيد الميلاد.
يعود بنا ديستوفيسكى إلى الطفل وهو يبحث عن كسرة خبز يسد بها جوعه الذى ينهش احشاءه فلم يجد . هز والدته لعلها تدبر له أمره لكنها لم تستيقظ ، ماتت الام لتلحق بجارتها.

فر الطفل من البيت الكئيب ثم نزل إلى المدينة فوجد انوار تملأ الشوارع بالبهجة ونساء يتراقصن وأطفال يلعبون  وشباب وشيوخ يمرحون، دخل أحد البيوت لعل أصحابه ينعمون عليه بقطعة كيك فإذا بهم ينهروه ويطردوه  لانتساخ ثبابة ووضاعة مظهره، فركض إلى الشارع فإذا بأحد الأطفال يخطف منه قلنسوته فيقهقه الجمع ساخرين.

يستمر الطفل فى الركض فيجد  كومه من خشب يختبىء خلفها  . فإذا به يرى أمه فى ثياب جميلة تفتح له ذراعيها مبتسمه ومن حولها اطفالا يرتعون ومن حولهم   تتدلى الفواكه فيلقطونها  فيلعب ويرتع وينعم معهم.

ثم يختم ديستوفيسكى قصته بخبر العثور على طفل ميت خلف كومه من الخشب .