تشحن مجموعة من الشبان أجزاء مسرح كرفاني، ثم تحكم ربطه قبل الانطلاق بسيارة حمل من الحمدانية إلى الموصل.
تتوقف السيارة في أحد شوارع المدينة القديمة، ثم تبدأ فرقة “عائلة المسرح” بتركيب المنصة استعدادا لتقديم عروض من الكوميديا السوداء، ضمن ما بات يعرف بالمسرح التفاعلي الذي ازدهر بعد تحرير نينوى 2017.
ويقول ميلا زكريا، مؤسس عائلة المسرح، إن “بداياتنا كانت مؤلمة. فرقتنا المسرحية تأسست في 16 تشرين الأول 2015 في كسنزان في أربيل في زمن الهجرة”.
ويضيف زكريا “واجهنا كثيرا من الصعوبات، فتخيل أنك في ذروة ألمك تسعى إلى رفع معنويات الناس، ولكن الله وله الحمد أعطانا القوة والعزم لكي نستمر في هذا الطريق”.
وتحتفظ “عائلة المسرح” بجانب كبير من السخرية في عروضها، وهي تتناول اليومي والمألوف في حياة الناس، لكنها فوجئت بأن الشارع الذي اختارته لتقديم الفعالية كان مسرحا لجرائم تنظيم داعش الإرهابي، وهو يلقي ضحاياه من أعلى بناية شركة التأمين.
وتقول تمارا قصاب، عضو عائلة المسرح، إن “أحد الأمكنة التي حددناها لعرض مسرحي اتضح أنه كان موقعا لإلقاء الناس من مبنى مرتفع، ولكننا نؤمن بأننا نحن من يصنع المكان وليس العكس”.
وتقدم فرقة عائلة المسرح عروضها في جميع مدن نينوى، فيما يذهب ريعها لدعم المرضى والفقراء، تعزيزا للسلام وتقوية الأواصر المجتمعية التي عبث بها تطرف التنظيم الإرهابي، مؤكدة وحدة المصير المشترك في مدينة تعد عاصمة للتنوع الديني والثقافي.