UTV - البصرة

شهدت البصرة إنجاز محطة “محيلة” لمعالجة مياه البحر في أول تجربة على مستوى العراق، كما أنها تعالج مياه النهر التي تصل درجة الأملاح فيها إلى ثلاثين ألف جزء بالمليون.

وتنتج المحطة يوميا 72 ألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب التي تكفي لتغطية حاجة 400 ألف نسمة من سكان قضاء أبي الخصيب جنوبي البصرة، بعدما كانوا يعانون من المياه المالحة والملوثة الواصلة إلى منازلهم.

وقال عبد الأمير عبد الله، رئيس كيمياويين في محطة محيلة، لـUTV إن “المحطة تعالج نوعين من المياه، ماء البحر والنهر بدرجة أملاح تتراوح من 3 آلاف إلى 30 ألف جزء بالمليون”.

وأضاف عبد الله أن “المحطة تعد من أكبر محطات تحلية المياه في العراق بمعدل 3 آلاف متر مكعب في الساعة، أي نحو 72 ألف متر مكعب يوميا يتم ضخها إلى أبي الخصيب”.

ويدار كل شيء في المحطة باستخدام تكنولوجيا حديثة وبإشراف مهندسين أجانب بمشاركة نظرائهم العراقيين، حيث تجري تنقية المياه المالحة فضلا عن تخليصها من البكتيريا والفيروسات والعوالق الأخرى بواسطة فلاتر أوروبية وأميركية المنشأ، بينما المياه الخام تخضع للفحص على مدار اليوم في مختبرات تخصصية لقياس نسبة التلوث والأملاح.

وقال عبد الله سلمان، المهندس المتخصص في معالجة المياه، لـUTV إن “المياه الحالية ملوثة جدا، سواء في الأنهر أو في الشواطئ، حيث تحتوي على أملاح عالية، لذلك نحتاج إلى هكذا تقنية لتوفير المياه الصالحة للشرب”.

وأضاف سلمان أن “استمرار الاعتماد على الأنظمة القديمة في معالجة المياه معناه وصول ماء عالي التلوث كيميائيا وحتى إشعاعيا إلى الناس”.

وأنجزت المشروع شركة عراقية مؤتلفة مع شركة بريطانية، يقول القائمون عليها إنهم أدخلوا إلى البصرة منظومة حديثة لمعالجة المياه مهما كانت درجة ملوحتها، وهي تقنية غير مستخدمة حتى في دول الخليج التي تعتمد على محطات تحلية مياه البحر.

وقال حيدر التميمي، المدير المفوض للشركة المنفذة للمشروع، لـUTV إن “المشروع يعد فريدا من نوعه عالميا، حيث استخدمت أحدث التقنيات فيه من شركات عالمية من خلال إدخال تقنية حديثة لمعالجة المياه مهما كانت درجت ملوحتها، بينما في دول الخليج تتم معالجة مياه البحر فقط”.

وطالما دعا متخصصون الحكومة إلى استغلال ماء البحر لمواجهة شح المياه وتلوثها، ويقول خبراء إن البصرة بحاجة إلى 10 محطات من هذا النوع لسد حاجة السكان من المياه المحلاة الصالحة للشرب.

المراسل: سعد قصي