في تحرك مفاجئ، يقلب مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري الثلث المعطل على خصومه، ويتيح لحكومة تصريف الأعمال البقاء مدة قد تصل إلى أشهر عدة، وفي السياسة لا حدود للمراوغة في القرارات الاستراتيجية.
وبموقف يماثل إعلانه مقاطعة الانتخابات، جمد زعيم الكتلة الصدرية مفاوضات تشكيل الحكومة، مع إعلان مقاطعة جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
وجاء تحرك الصدر معاكسا لاشتباك سياسي بلغ مديات تنذر بالفوضى، ليس بدءا باستهداف المقار الحزبية ولا انتهاء بقصف المطار.
وقرأ خصوم الصدر الموقف الأخير بين مناورة سياسية أو تكتيك لا تعرف تبعاته حتى اللحظة، فيما تقول مصادر مقربة من الإطار التنسيقي إن قواه تناقش الآن مسار العملية السياسية في حال مضي الكتلة الصدرية في المقاطعة.
وفي ظل المعطيات الأخيرة، يقول ساسة بارزون إن الصدر يناور بالتكتيك ذاته الذي استخدمته قوى الإطار، فهو إلى جانب تحالف السيادة والحزب الديمقراطي الكردستاني ذاهب إلى تهشيم النصاب بأكثر من النصف المعطل، ما يعني وضع الخصوم أمام فراغ دستوري تستمر به حكومة مصطفى الكاظمي التي يرفضون استمرارها.
وحتى إشعار آخر، يفرض قرار تجميد المفاوضات المعادلة الصعبة كما يقول عارفون بالشأن السياسي، مشيرين إلى أن قوى الإطار بعد أن كانت تملك حيزا ضيقا للمناورة بعد مبادرة مسعود بارزاني زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني، أصبحت الآن أمام خيار واحد يتمثل بالقبول بشروط الصدر وانقسامها بين موالاة ومعارضة، وإلا فإن العملية السياسية أمام انسداد حقيقي، لن تخرج منه القوى بأقل الخسائر بل بأكثرها، وهذا ما تفرضه الأوزان السياسية.