حضر جمهور غفير على مدرجات ملعب جذع النخلة في البصرة، ليس لمشاهدة مباراة لكرة القدم، بل لمشاركة أكاديمية المحاربين الصغار احتفالها بتخريج أول دفعة من ذوي الهمم عقب تأهيلهم ودمجهم في المجتمع.
وظهرت مواهب في العزف وأخرى في الرسم لدى عشرات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة، وسط مشاعر لذويهم ومعلميهم امتزج فيها الفرح بالفخر.
وقالت أم محمد، والدة أحد الأطفال من ذوي الهمم، لـUTV، إن “هؤلاء الأطفال حقا ذوو همم ولديهم طاقات يصعب وجودها لدى أقرانهم الطبيعيين”.
وفتحت أكاديمية المحاربين الصغار أبوابها للاهتمام بذوي الهمم مجانا منذ 5 أعوام، بجهود من رئيسة الأكاديمية تالة خليل التي فقدت ابنها بمرض السرطان، لتؤسس لاحقا المشروع الإنساني وتجد في طلبتها أبناء يستحقون الرعاية.
وقالت خليل، لـUTV، إن “كل هذا كان حلما قبل 5 سنوات، وكانت كل الأشياء التي أتخيلها مجرد حبر على ورق، بل أن البعض نعتني بالمجنونة لأنني سعيت إلى جمع هؤلاء الأطفال في الأكاديمية، لكنهم أثبتوا للجميع اليوم قدرتهم على الإبداع”.
سما واحدة من ذوي الهمم، حولت محنتها إلى نموذج مشرق، فهي لم تكتف بتعلم الرسم وإنما أتقنت لغة أخرى، وأثبتت لإدارات مدارس رفضت استقبالها أنها موهوبة ومتفوقة.
وقالت فاطمة عبد الرزاق، والدة سما، لـUTV، إن “كل المدارس رفضتها لأنها مصابة بالتوحد، لكنها الآن فنانة وتمتلك صفحة في فيسبوك باسم سما الموهوبة، كما أنها تتقن اللغة الإنجليزية بطلاقة”.
وتضم الأكاديمية حاليا ما يزيد على 100 طفل من ذوي الاحتياجات الخاصة بضمنهم المصابون بمتلازمة داون والصم والبكم والتوحد.