اتخاذ قرار بالعودة لممارسة فن النحت بعد توقف لفترة طويلة كان سببا في تغيير حياة الفنانة العراقية كرمل علي.
فبعد أن حصلت على درجة الماجستير من كلية الفنون الجميلة ببغداد، واصلت عملها لتصبح أول محاضرة في قسم النحت بالكلية منذ سنوات.
وقالت كرمل حيث تقضي أياما في نحت نماذج مختلفة بعضها لعراقيات معروفات جيدا: “في حياة كل شخص بينا توجد صعوبات يواجهها بحياته، من الناحية المادية، من الناحية الأسرية، من ناحية كون كامرأة ودورها مع الأسرة. فالعودة للفن كانت مثل العودة إلى شيء أني أحبه، وجدت فيه نفسي، إنه شي يمثل داخلي، فهذا اللي خلاني أرجع للفن فكانت أول خطوة رجعت بيها من ناحية الدراسة، أكملت الدارسات العليا الماجستير بهذه الكلية رغم صعوبة الوضع ورغم التحديات بس هذا الشي خلق لي فرصة ثانية أكبر، إنه أني أجي كمحاضرة هنا على أمل أن أكون أستاذة في يوم ما في هذه الكلية”.
وفيما يتعلق بفكرة النحت نفسها وكيفية وصولها لها قالت كرمل علي “أني جتني فكرة النحت لما دخلت كلية الفنون الجميلة، توجهي وحبي للفن وللجمال إن نحن كيف نجسد الواقع بطريقة ثانية جديدة، بطريقة مميزة، احنا بطريقتنا، بعينا إحنا”.
وتوضح كرمل أنها حين تنحت شخصا ما فهذا معناه أنها تُقدره، قائلة إنها تصنع منحوتات طولها متر وتعرضها في المطاعم والأماكن العامة الأخرى، وهي مهمة تجدها أحيانا صعبة بسبب ثقل الأدوات والأشياء التي تحتاجها في عملها.
وأضافت: “أكثر شي انه حبيت أتميز به إنه أني أكون نحاتة، حالي حال أي نحات آخر بدون قيود أو حواجز للأعمال اللي أنفذها من ناحية الحجم، من ناحية الخامة، أحب أتعلم إنه كل التقنيات الموجودة اللي تدعم فني وهذا الموضوع، إنه أشتغل أعمال كبيرة توصل أمتار يمكن هذا الشي مميز إنه أني ما أضع حدود لعملي”.
وأثناء الدراسة كانت كرمل واحدة من الطالبات النادرات في قسم النحت.
وقالت طالبة النحت العراقية منال يوسف، بينما هي مشغولة في نحت جذع رجل من الطين، إن التحاقها بقسم النحت كان تحديا شخصيا لها وإنها تريد أن تبين أن فن النحت ليس جديدا بالنسبة للعراقيات اللائي يمارسن الفن منذ القدم.
وأضافت منال: “شفت انه هذا المجال النساء جدا قليلات به فحبيت إنه كنوع من التحدي إنه أدخل قسم النحت وأبرز به كامرأة عراقية، وإحنا هذا النوع طبعا من الفن بارزين منذ القدم والحضارات السابقة يعني مو جديده على العراقيين خصوصا المرأة العراقية”.
وقالت النحاتة العراقية والمعلمة مروة سامي: “ما شفت صراحة أكثر شي إنه النحاتين رجال موجودين أكو، ما مقتصر على النساء أو ماكو نساء فاني أردت أثبت إنه المرأة العراقية قادرة إنه تعمل أي شي وتكون نحاتة بامتياز”.
وقال والد كرمل من منزله إنه في العقدين الأخيرين، كانت شرائح أكثر تحفظا في المجتمع العراقي ترفض أن تصبح النساء نحاتات، مضيفا أن ما حدث في السنوات الأخيرة يعد تغيرا.
ورغم ذلك فإنه، وهو نفسه فنان، كان يشجع ابنته دائما على متابعة شغفها بالنحت.