قالت عالمة السومريات التركية المعمرة، معزز علمية جيغ، 108 أعوام، إن الثقافة والحضارة الإنسانية انطلقت من سومر (جنوب بلاد الرافدين)، وإن الحضارة السومرية (سميت لاحقا حضارة بلاد بابل) بمثابة “الأم” لكل الثقافات في العالم.
وذكرت جيغ، المعروفة بدراساتها في مجال علم السومريات بمتحف إسطنبول للآثار، في مقابلة مع وكالة الأناضول التركية، أنها تمكّنت من خلال الدراسات التي أجرتها حول الحضارة السومرية (4500-1900 ق.م) من الوصول إلى معلومات قيّمة في هذا المجال.
ودوّن تاريخ الحضارة السومرية على الألواح الطينية بالخط المسماري في مناطق جنوب العراق حاليا وأسس السومريون مدن ممالك مستقلة أشهرها أور وأوروك وأوما، وعرفوا بتطور الفنون والعمارة والعلوم القديمة، وتعد ملحمة ملك الوركاء السومري جلجامش أحد أقدم النصوص الأدبية والدينية في التاريخ.
وحول ما إذا كانت تواصل البحث في المواضيع التي تتعلق بعلم السومريات، قالت جيغ إنه بات من الصعب عليها في الوقت الحالي، العمل في مجال البحث والدراسات الأكاديمية -بسبب تقدمها العمر- لكنها تتابع وبشغف جميع الكتب الصادرة في هذا المجال.
وأردفت “لا يوجد الكثير من الأشخاص الذين يعملون في مجال علم السومريات داخل تركيا أو في الخارج. ولأكون صريحة، لا يوجد اهتمام كافٍ في العالم بعلم السومريات، كما هو الوضع في بلادنا، رغم أن الثقافة والحضارة الإنسانية انطلقت من سومر، وهناك كتاب بعنوان (التاريخ يبدأ في سومر)”.
واستطردت “الغرب لا يجد ضرورة للاهتمام بالحضارة السومرية لأنه يعتبر أن جميع الثقافات والحضارات انبثقت من رحم الحضارة الإغريقية. اليوم باتت الأوساط الأكاديمية تدرك حقيقة أن الحضارة السومرية هي أُمُّ كل الثقافات، ومن هنا تبرز أهمية الدراسات السومرية التي جرى العمل عليها في تركيا التي تمتلك ثلة مهمة من الباحثين الضليعين في علم السومريات”.