بعد غياب نحو 30 عاما، استأنفت بعثة التنقيب الآثاري الفرنسية، مهامها الاستكشافية في ذي قار، وتحديدا لارسا، التي تعد جنة الباحثين، وعاصمة أول دولة يتم تأسيسها بداية الألفية الثانية قبل الميلاد.
وضمن عمليات التنقيب، اكتشف علماء آثار من البعثة لوحا نقشت عليه كتابات مسمارية، بقي نحو أربعة آلاف عام تحت الرمال، قبل أن يبصر النور بين أيديهم.
وقال ريجي فاليه، الباحث في المركز الوطني الفرنسي، إن “لارسا واحد من أكبر المواقع في العراق، تبلغ مساحتها أكثر من 200 هكتار، وتعد بمثابة جنة للباحثين، كما العراق بأكمله، أو بلاد ما بين النهرين التي تعاقبت عليها منذ آلاف السنين حضارات مختلفة من الأكدية والبابلية، ثم دخلها الإسكندر المقدوني والمسيحيون والفرس والإسلام”.
وتضم البعثة نحو 20 شخصا، تعمل بشكل مشترك مع منقبين عراقيين، وأسفرت حملتها عن اكتشافات عدة، أبرزها منزل رئيس حكومة من تلك الحقبة، تم تحديده من خلال 60 لوحا مسماريا عثر عليها في الموقع، ونقلت بعد ذلك إلى المتحف الوطني في بغداد.
وقال ليث حسين، مدير هيئة الآثار والتراث العراقية، إن “هذا يعود بالنفع العلمي لنا وأيضا يدرب الكادر، فكوادرنا انقطعت فترة طويلة عن التدريب والآن هذه فرصة لتعليم كوادرنا على التقنيات الحديثة”.
ومن الناصرية إلى النجف، يمشط فريق من معهد الآثار الألماني، موقع الحيرة التاريخي، بواسطة جهاز قياس مغناطيسي، بحثا عن آثار من عهد اللخميين.
وقال إبراهيم سلمان، الباحث في معهد الآثار الألماني، إن “لدينا بعض المؤشرات تجعلنا نعتقد أننا قد نعثر على كنيسة في هذه الرقعة”.
وتثير الآثار التي ما تزال مدفونة تحت رمال مئات المواقع التاريخية في العراق، اهتمامات فرق التنقيب العالمية التي أوقفت أنشطتها منذ زمن طويل بسبب الحروب المتعاقبة وعدم ملاءمة الوضع الأمني.
أما اليوم، فإن أنشطة كهذه عادت إلى مزاولة عملها مع وضع تركيزها لحل كثير من الألغاز المدفونة في 1200 موقع تعود تواريخها لأحقاب زمنية مختلفة.