بين أزقة الموصل القديمة، يتجول المطران نجيب ميخائيل ليلتقي سكانها ويشاركهم الحديث، وهو أول مطران يعود ليسكن المدينة بعد تحريرها.
ويقول المطران ميخائيل، رئيس أساقفة الكلدان في الموصل وعقرة، لـUTV ، إن “خطابا إيجابيا نسمعه اليوم من الجيل الجديد من الفتيان والشبان وكذلك في الجوامع”.
ويضيف ميخائيل أن “الأصولية لن تنفع أحدا اليوم، ويجب أن نفكر في كيفية تطوير بلدنا وذواتنا وعوائلنا ومجتمعنا والكف عن التناحر باسم الدين”.
ويحاول نيافة المطران من خلال وجوده في قلب الموصل ولقاءاته بسكانها، إزاحة الصورة التي رسمتها التنظيمات المتطرفة خلال السنوات الماضية والتي أجبرته على ترك المدينة عام 2007.
ويقول إن “فترة العنف أيام تنظيم القاعدة أرغمتنا على ترك المدينة، وكنا ننتظر تحريرها من المتشددين للعودة إليها”.
وما بين أصدقاء طفولته ومعارفه من المسلمين، يجلس مطران الموصل مستذكرا سنوات طفولته وكيف كانت الموصل مدينة التعايش الأخوي بمختلف مكوناتها، أما أصدقاؤه المسلمون فكانت رسائلهم تدعو المسيحيين إلى العودة إلى منازلهم.
ويقول عمر الأحمر، أحد سكنة الموصل، لـUTV، إن “أزقتنا كأنها خالية من دون المسيحيين.. نتمنى عودتهم في أسرع وقت لأننا أهل”.
ويسعى مطران الموصل من خلال جولاته في الموصل إلى إيلاء الوجود المسيحي أهمية كبيرة في المدينة، من خلال زيارته الكنائس برفقة مسلمي المدينة الذين تطوعوا معه لإعادة بنائها مرة أخرى بوصفها حافزا للاستقرار المجتمعي.
وتسجل عودة المسيحيين إلى مركز الموصل نسبة ضعيفة مقارنة بمناطق سهل نينوى، إذ تشير الإحصاءات إلى عودة نحو 70 أسرة فقط من أصل أكثر من 1000 أسرة هجرتها قبل عام 2003.