أكثر من 600 دار ومبنى تراثي كانت تشكل واجهة الموصل القديمة المطلة على نهر دجلة، حولتها آليات الحكومات المحلية المتعاقبة على المدينة الى أثر بعد عين.
وقال أيوب ذنون، ناشط مدني مهتم بتراث الموصل، لـUTV إن “المواقع التراثية في الموصل تعرضت لتدخلات عشوائية ولم تحظ بحماية من الجهات الحكومية”.
ولم تقتصر أعمال التجريف والهدم للمواقع التراثية على واجهة الموصل النهرية فحسب، فمعاول الهدم طالت أيضا حمام الصالحية، أقدم حمامات الموصل، والمشيد عام 1755، على الرغم من أنه لم يتضرر كثيرا من حرب داعش.
ويقول متخصصون بالتراث إن تشويه معالم الموصل وهدمها أتى نتيجة جهل المعنيين بأهمية هذه المواقع، وما يتم إعادة بنائه منها لا يمت بصلة لهوية المدينة المعمارية.
وقال د. أحمد قاسم الجمعة، الباحث المتخصص بآثار وتراث الموصل، لـUTV إن “معظم الآثار التي يعاد بناؤها تظهر بصورة مشوهة”.
وأضاف الجمعة أن “القوس الذي يعد إحدى سمات الموصل المعمارية، تم استبداله بالقوس الجملوني الإغريقي البعيد كل البعد عن حضارتنا، وهذا مثال على التشويه الحاصل”.
ومن أصل مئات المباني التراثية التي تعرضت للأضرار بفعل الحرب، أعيد تأهيل عشرة مواقع فقط منها خانات الموصل القديمة، التي يقول ملاكها إن إعادة إعمارها جرت بإشراف من مفتشية آثار وتراث نينوى.
وقال رضوان مراد، وكيل عائلة بيت الجليلي، لـUTV إن “كثيرا من المواقع التراثية أعيد بناؤها بعد إجراء كشوفات من دائرة الآثار وفرض التصاميم القديمة وإرجاعها كما كانت في السابق”.