مع ارتفاع وتيرة هجمات تنظيم داعش الإرهابي في مناطق متفرقة من البلاد، والجدل الذي رافق قرار استقدام عوائل عناصر التنظيم من مخيم الهول في سوريا، والذين تجاوز عددهم 2500 فرد حتى الآن، أطلق ناشطون ومثقفون في نينوى مبادرات لحث الحكومة والمنظمات الإنسانية على إعادة تأهيل أفراد هذه العوائل وعدم تركهم تحت تأثير أيديولوجية التنظيم.
وقال أوس إبراهيم، عضو فريق محاربة الأفكار المضللة، لـUTV إن “الهدف من مشروعنا محاربة الأفكار والمعلومات المضللة والمزيفة، سواء الخاصة بعوائل داعش أو أهالي الموصل، للحد من قضايا الثأر وما يرتبط بها”.
وخوفا من نشأة جيل محمل بأفكار التطرف والإرهاب، ولتوفير بيئة آمنة تسهل دمج هذه العوائل في المجتمع العراقي، قدم الناشطون جملة من المقترحات لتنفيذها بشكل متتابع بدءا من تعليم الأطفال والنساء، ووصولا إلى الدعم النفسي والمجتمعي الذي حرموا منه طوال السنوات الخمس الماضية.
وقال الشيخ رامي العبادي، مدير مكافحة الإرهاب الفكري في نينوى، لـUTV إن “من الخطأ الكبير إعادة عوائل الجماعات المسلحة إلى المدينة ودمجهم مع العوائل إلا بعد تأهيلهم”.
وأضاف العبادي أن “التأهيل يجب أن يكون عن طريق منظمات معروفة ومعتدلة تساهم في نشر ثقافة الحب والسلام والتعايش بين الجميع”.
ومع استمرار رفض الموصليين عودة من تربطهم صلة قرابة من الدرجة الأولى بإرهابيين، وخوفا من عمليات الثأر التي قد تطولهم، كثفت المنظمات الإنسانية في نينوى جهودها لدعم عمليات التأهيل الفكري والمجتمعي والتي تهدف إلى تحويل المحملين بأفكار مضللة إلى أشخاص فاعلين في المجتمع لطي صفحة الفكر المتطرف بالكامل.
وقال الناشط المدني سعد الوزان لـUTV إن “هناك إخفاقا كبيرا وعدم اهتمام من الحكومتين الاتحادية والمحلية بإعادة دمج هذه العوائل في المجتمع وتنفيذ برامج حقيقية لإعادة تأهيل أفرادها”.
وينتظر الموصليون ردود أفعال الحكومة العراقية ووزاراتها لتنفيذ مقترحات وبرامج إعادة التأهيل للعائدين من مخيم الهول، وسط مخاوف من تركهم على ما جاؤوا به من أفكار قد تسبب أزمة لهم وللمجتمعات المحيطة بهم.