اختتمت دار المأمون للترجمة والنشر في وزارة الثقافة والسياحة والآثار عام 2021 بإصدار 3 كتب جديدة، محققة بذلك الخطة السنوية بنجاح وسط إقبال واضح على إصداراتها التي تميزت بالقيمة المعرفية العالية.
الكتاب الأول الذي صدر باللغة الإنجليزية هو (جواد سليم ونصب الحرية.. دراسة في آرائه وآثاره) من تأليف الأديب الراحل جبرا إبراهيم جبرا، نقلته إلى الإنجليزية سناء محمود المشهداني، وقد تحدث المؤلف عن الفنان جواد سليم بوصفه (جزءاً من عصر هيمنت فيه الأيديولوجيا بقوة على الفنون وعلى تنظيراتها)، مشيراً إلى أنَّ سليم (وهو يهم بإنجاز نصب الحرية، كان يحاول أن يتخطى المحلية ذات الحلول الفجة التي كانت تظهر في نتاجات جماعة بغداد للفن الحديث، وتصّرف بوصفه فناناً معنياً بدرجة كبيرة بالجانب البصري، رغم كل الأهداف الأيديولوجية).
وبحسب الكتاب فإنَّ اهتمام جواد سليم لم يكن منحصراً في الرسم والنحت فقط، (بل كانت له اهتمامات بالسيراميك والكاريكاتير وتصميم أغلفة الكتب. وكان في طفولته يصنع تماثيل من الطين تحاكي لعب الأطفال وفي الحادية عشرة من عمره حصل على الجائزة الفضية في النحت في أول معرض للفنون أقيم في بغداد سنة 1931، كما كان يحب الموسيقى والشعر والمقام العراقي ويجيد اللغات الإنجليزية والإيطالية والفرنسية والتركية).
أما الإصداران الثاني والثالث فهما يندرجان ضمن مبادرة ترجمة 100 كتاب التي أطلقها وزير الثقافة والسياحة والآثار حسن ناظم، ويتناول الكتاب الثاني جزيرة صقلية الواقعة في إيطاليا وهو بعنوان (صقلية المسلمة) من تأليف المستشرق الإيطالي اليساندرو ڤانولي وترجمة الدكتور بهاء نجم محمود، ويصف المؤلف في كتابه هذه الجزيرة بأنها (فريدة من نوعها)، موضحاً بأنها (بقعة جغرافية قابعة وسط البحر جنوب إيطاليا، شهدت العديد من المحتلين والفاتحين من مختلف الثقافات والديانات وتحولت في أثناء قرنين إلى أرض مسلمة).
أما الإصدار الثالث فكان (حديث في الليبرالية والديمقراطية) من تأليف لاري دايموند و فرانسيس فوكوياما وويل كيمليكا ورافيل كوهين آلماغور، وهو من اختيار وترجمة عبد النور خراقي، وتضمن فصولًا عدة تطرح مجموعة تساؤلات، من أهمها هل يمكن أن يكون بلد ما ديمقراطياً على الرغم من أنه لم يمنح شعبه الحريات المدنية الأساسية، مثل حرية التعبير ، وحرية الصحافة ، وتأسيس جمعيات واتحادات.
تحرير: سرمد القيسي