يعاني نهر “الخوصر”، الذي يشطر أيسر مدينة الموصل إلى شطرين، من نضوب الماء فيه وتحوله إلى مجرى لمياه الصرف الصحي، بفعل عوامل مناخية أدت إلى نضوب عيون المياه التي تغذيه من جبال قضاء الشيخان شمالي نينوى.
وفي الزمن البعيد، طور الآشوريون هذا النهر ليكون أول نظام إروائي يغذي العاصمة الآشورية بالمياه للمزارعين حينذاك، لكن الحال لم يدم.
وقال د. قتيبة اليوزبكي، مدير مركز بحوث السدود والموارد المائية في جامعة الموصل، لـUTV، إن “عدم المتابعة من الدوائر ذات الصلة، أدى إلى أن يكون هذا النهر مجرى لتصريف مياه الصرف الصحي”.
وبسبب مرور نهر الخوصر بأحياء سكنية وأخرى صناعية وصولا إلى نهر دجلة، تحول إلى مكب كبير لنفايات صلبة وأخرى سائلة ناتجة عن مصانع ومشاف حكومية تحاذي النهر.
وقال نشوان شاكر، مدير إعلام بيئة نينوى، لـUTV، إن “عدم اهتمام الدوائر البلدية برفع النفايات عن أكتاف نهر الخوصر وغيره من القنوات المائية، يؤدي إلى تراكم المخلفات البايولوجية والبكتيرية في المياه، وهو ما يؤثر في نهر دجلة بالنهاية”.
وإلى جانب نهر الخوصر، تخترق 7 أودية طبيعية أخرى مدينة الموصل، وهي وديان كانت موسمية لتصريف مياه الأمطار عقودا من الزمن، لكن غياب مشاريع الصرف الصحي دفع السلطات إلى تحويل المياه الثقيلة إلى هذه الوديان.
وقال عماد توفيق، مدير مجاري نينوى، لـUTV، إن “مديريتنا تعمل على إنجاز مشروع مجاري الجانب الأيمن بعد تخصيص 600 مليار دينار له، وهذا المشروع سينهي جميع قنوات الصرف الصحي غير النظامية”.