بقلب يعتصره الألم، يتحدث أحمد حسن عن اضطراره إلى شراء العلاج من خارج مستشفى البصرة التخصصي للأطفال، حيث يرقد ابنه حسن المصاب بالسرطان، لعدم توافر الدواء في المذاخر.
ويقول أحمد حسن لـUTV “بعض الأدوية التي يسجلها الأطباء لابني غير موجودة في المستشفى، فنضطر إلى شرائها من الخارج بأسعار باهظة”.
ويتمثل الوجه الآخر للمعاناة بعدم وجود بعض الأجهزة الطبية، ومنها الـ”بت سكان” للكشف عن الأمراض السرطانية، الأمر الذي جعل أسر المرضى تتحمل عناء السفر إلى بغداد والنجف، فضلا عن تكاليف الفحص التي تصل إلى تسعمئة ألف دينار.
ويقول مؤيد جواد، والد طفل مصاب بالسرطان، لـUTV إن “جهاز البت سكان موجود فقط في بغداد والنجف على حد علمي، وتكلفة الفحص به تتراوح بين 750 و900 ألف دينار”.
وأنشئ مستشفى سرطان الأطفال في البصرة بتمويل أميركي بلغ مئة مليون دولار، وهو يحتوي على 125 سريرا، يرقد فيها مرضى من محافظات الوسط والجنوب التي تسجل ارتفاعا بحالات السرطان، فيما تفتقر إلى مراكز طبية لعلاجِ الأورام.
ويقول محمد عبد الأمير، والد طفلة مصابة بالسرطان، لـUTV “أنا من سكنة الناصرية، ولكن جلبت ابنتي إلى هنا لعدم وجود مركز علاج كيمياوي أو مركز لمعالجة الأمراض السرطانية في الناصرية”.
ويضيف عبد الأمير أن “هناك مراجعين في المستشفى قادمون من ميسان والديوانية والمثنى، إذ أن جميع أبناء هذه المحافظات يأتون إلى مستشفى البصرة لسرطان الأطفال”.
وأبلغت إدارة المستشفى UTV أن ثمانين بالمئة من أدوية السرطان متوافرة، وأن الكادر يغطي كثيرا من الحاجة الفعلية.
وقال د. أسامة عمر مدير المستشفى لـUTV إن “الأدوية الموجودة تغطي 80 بالمئة من الحاجة، وأكثر من 90 بالمئة من الأجهزة تعمل”.
وأضاف عمر أن “كادر المستشفى من أطباء وممرضين يغطي نحو 85 بالمئة من الحاجة الفعلية في المستشفى”.
وشكلت دائرة صحة البصرة مؤخرا لجنة للتحقيق في ما نشرته صحيفة “واشنطن بوست” عن تحول المستشفى إلى واحد من أبرز ضحايا النظام الصحي بعد أن “نهبه جيش من المحتالين”.